بصعوبة شديدة أنهت الجماعة الاسلامية في لبنان في الأيام القليلة الماضية ترتيب أوضاعها الداخلية من خلال انتخاب مسئولي المناطق واللجان، بعد أن كانت قد انتخبت سابقا أمينها العام الجديد ابراهيم المصري ونائبه الشيخ محمد علي عمار، ورئيس المكتب السياسي عزام الأيوبي، واعضاء المكتب والهيئات القيادية، تستعد الجماعة الآن لإصدار وثيقتها السياسية الجديدة في منتصف إبريل المقبل بعد انتهاء المناقشات الداخلية حولها، لتحدد رؤية الجماعة حول الأوضاع الداخلية والإقليمية. لم تنطبق السهولة التي جري وفقها انتخاب الأمين العام ورئيس مكتبها السياسي، علي انتخاب مسئولي المحافظات في الجماعة، نظراً لتباينات عميقة في الرؤي برزت بين كوادرها تتعلق بكيفية التعامل مع المتغيرات المختلفة خلال الفترة المقبلة. هذا التباين برز في الشمال اللبناني أكثر منه في بقية المناطق الأخري، استطاع جيل الشباب السيطرة علي جناحها التربوي في الجامعات والمدارس، بينما تعقدت الأمور بالنسبة لتعيين المسئول السياسي للجماعة في الشمال بسبب تحفظ البعض علي غياب أي خطة واضحة ومتكاملة للعمل السياسي للجماعة. القيادات الشبابية داخل الجماعة كانت مهمشة في السنوات الماضية لأسباب تنظيمية وسياسية تتمثل في تحفظ هذه الكوادر علي التحالفات السياسية للجماعة في الانتخابات النيابية،الاخيرة وما قبلها وهو ما انعكس في رفض عدد من قيادات الجماعة الشباب تولي مناصب داخلية مثل ممتاز بحري الذي رفض مهمة الجناح السياسي لانه تلميذ حركي لأحد مؤسسي الجماعة وأبرز شخصياتها، فتحي يكن، تربي علي ثوابت ارتبكت الجماعة في مقاربتها في الفترة الماضية، وأبرزها اعتبار قضية فلسطين قضية مركزية تتقدم علي قضايا كثيرة. أجواء الارتباك برز بعضها في البيان التوضيحي لنائبها عماد الحوت بعد 3 أيام من تصريحه الذي حمّل فيه حزب الله المسئولية إبعاد القوي اللبنانية الأخري عن مقاومة إسرائيل ليقول إن الجماعة كانت والحزب في خندق واحد في عدوان يوليو 2006 . قوي مؤثرة داخل الجماعة دفعت لتجاوز المرحلة السابقة، وبدا ذلك في إعلان الجمعية الطبية الإسلامية التابعة للجماعة إجراءها دورات إسعاف أولي في مختلف المناطق، في خطوة فسرتها أوساط في الجماعة باعتبارها مؤشر استعداد لوجستي لمشاركة الجماعة بقوة في المقاومة، واستيعاب حالات التململ الواسعة في صفوفها، كما بدا من اللقاء الذي جري بين قيادات الجماعة ووفد حزب الله، الذي أكدت خلاله قيادات الجماعة علي فتح صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين، وتحديد قنوات محددة للتواصل، ومعالجة أية اشكالات حدثت أو قد تحدث في المستقبل، بعد أن كانت تحالفت في السنوات الماضية مع " تيار المستقبل " وقوي 14 آذار.