في هذه الساعات، يستغل كبار القادة في أمريكا وإسرائيل المؤتمر السنوي لمنظمة "ايباك" اليهودية الأمريكية كبري منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة لإزالة التوتر الذي شاب العلاقات بين واشنطن وتل أبيب مؤخرا. "لا توجد أزمة بين أمريكا واسرائيل" رسالة بعث بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر قناة "فوكس نيوز" المحافظة الموالية لاسرائيل بالرغم من وصف مايكل أورين السفير الاسرائيلي في أمريكا للأزمة بأنها الأسوأ في العلاقات الثنائية منذ عام 1975، وأرجأ جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط زيارته لاسرائيل احتجاجا علي ما اعتبرته واشنطن اهانة للرجل الثاني في الدولة بل وترددت أنباء عن طلب واشنطن اقالة وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي المسئول عن "اعلان الأزمة" القاضي ببناء 1600 وحدة سكنية جديدة بالقدس، وهو ما اعتبره ديفيد ماكوفسكي مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني اليميني اجراء من شأنه أن يبعث برسالة مفادها أن العلاقات مع أمريكا أكثر أهمية من السياسة الداخلية في اسرائيل وأنها ليست "كارت بلانش" أي علاقات مضمونة مهما حدث. لكن سرعان ما عادت الأمور لطبيعتها وانحنت أمريكا لمطالب اسرائيل حتي قبل انعقاد مؤتمر ايباك، وتوجه ميتشل أمس لاسرائيل بعد اتصال هاتفي تصالحي بين نتانياهو وهيلاري لم يعرف ما جري فيه.. وهو ما جعل السفير الاسرائيلي في واشنطن يقول في عنجهية واضحة أنه لا أحد يمكنه أن يجبر اسرائيل علي السلام. والسؤال الآن هو لماذا يتم تناول كل خلاف أمريكي اسرائيلي في اعلامنا العربي وكأنه انذار بنهاية التحالف الأبدي بين واشنطن وتل أبيب؟ لمصلحة من تضخيم الأمور واعطاء انطباع بأن هناك أمل في أن يتغير الوضع القائم لصالح العرب من دون أن يكون لنا أي يد أو دور في تغيير هذا الواقع؟ ستيفن كوك الخبير في شئون الشرق الأوسط بمجلس السياسة الخارجية والمعروف بمواقفه المعتدلة لم ير في الخلاف أي جديد وانما طريقة التعبير أو تناول هذا الخلاف هي الجديدة لكن القضية كانت مثار خلاف في عهد ادارات سابقة. نعم الكل في أمريكا انتقد توقيت اعلان اسرائيل عن خطتها التوسعية حتي المعهد اليهودي لشئون الأمن القومي لكن الصقور المحافظة اليمينية مثل اليوت أبرامز نائب مستشار الأمن القومي السابق في ادارة جورج بوش والباحث بمجلس العلاقات الخارجية، صبت هجومها علي ادارة أوباما لاستخدامها عبارات "ادانة" التي تستخدم عادة للتعبير عن موقف واشنطن من الأحداث الارهابية ولجوئها للتصعيد مع حليفتها اسرائيل بل وقالوا ان أوباما يريد اسقاط الحكومة الائتلافية في القدسالمحتلة. حكمة قالها الدبلوماسي الأمريكي المخضرم آرون ديفيد ميلر والباحث بمركز وودرو ويلسون.. لا تنتظروا من أمريكا أن تنتقد اسرائيل بأكثر من "كلمات لاذعة" أي أنه مهما بلغت حدة معركة التراشق بالألفاظ فلن يحدث ما هو أبعد من ذلك.