"مرسي الزناتي اتهزم يارجالة" تلك العبارة الشهيرة التي رددها الفنان سعيد صالح في المسرحية الشهيرة "مدرسة المشاغبين" تذكرتها وأنا أتابع ردود أفعال الإدارة الأمريكية إزاء قرار إسرائيل بناء 1600 وحدة سكنية يهودية في القدسالشرقية والذي تزامن مع زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لتل أبيب. الولاياتالمتحدة اعتبرت ذلك القرار "إهانة" وتحديا لها لأنه هز صورتها أمام حلفائها في المنطقة بل وفي العالم كله.. والفضيحة بقت بجلاجل والخبر أذاعته ال"بي بي سي".. تماما مثلما كان يردد سعيد صالح في المسرحية!! نعم.. إنها مسرحية مللنا حقا منها.. مسرحية "مدرسة السلام" التي تديرها أمريكا وتشرف عليها منذ عقود ف.. المشاهد متكررة.. والمواقف تكاد تكون واحدة.. والفارق الوحيد هو اختلاف الممثلين منذ عهد بيل كلينتون "ناظر المدرسة" في التسعينيات من القرن الماضي وإسرائيل هي "التلميذ المشاغب" الوحيد في المدرسة.. والناظر كلينتون وبعده جورج بوش الابن وأخيراً أبوسمرة السكرة الرئيس باراك أوباما عاجزون عن معاقبته أو تأديبه.. فقط كل ما يفعلونه هو "لفت نظر" بينما التلميذ الإسرائيلي يتمادي في أفعاله متحدياً جميع من في المدرسة.. وضاربا بكل الاتفاقيات والمبادئ عرض الحائط!! والغريب أن هذا التلميذ المشاغب رغم كل أفعاله تتودد إليه إدارة المدرسة لتعيده إلي الصفوف مرة أخري.. لتعاود المدرسة نشاطها تحت مسميات ووعود ومؤتمرات عديدة.. فإذا بهذا التلميذ يمارس نفس هواياته.. وأخيراً لجأت إدارة المدرسة إلي تهديده.. وأعلنت قبولها الحل القائم علي دولتين.. دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية.. وظنت أنها بذلك ستجبر هذا التلميذ المشاغب علي الانضباط ولكن هيهات.. فالدولة الفلسطينية التي وعدت بها واشنطن أقصد "ناظر المدرسة" والتي تحدد لها أكثر من موعد لتري النور ذهبت مع الريح.. فإسرائيل تواصل الليل بالنهار لتهويدها ببناء المزيد والمزيد من المستوطنات تحت سمع وبصر الناظر بل وفي ظل وجود نائبه جو بايدن داخل فصل هذا التلميذ.. وهو ما اعتبرته واشنطن إهانة هزت صورتها تماما مثلما اهتزت صورة مرسي الزناتي أمام زملائه المشاغبين!! كل ما أخشاه أن يتضح لنا ذات يوم أن ناظر المدرسة الفعلي هو هذا التلميذ المشاغب، بينما الناظر الأمريكي مجرد "ديكور".. ألم أقل لكم إنها مسرحية!! أنصح القادة العرب الذين يعقدون قمتهم في ليبيا نهاية الشهر الجاري أن يعلنوا صراحة رفضهم لهذه المسرحية السخيفة التي مل منها المشاهدون، ونقول لناظر المدرسة أيا كان "انتهي الدرس ياغبي"! * كلام في الهوا: * نعم الرجال مواقف.. لكن المشكلة أنها أصبحت نادرة تماما مثل مواقف السيارات.. وإن وجدتها ستكتشف أنها مجرد مواقف عشوائية!!