أدان مجلس وزراء الداخلية العرب أمس الإرهاب بكل أشكاله وأساليبه ومصادره، ومشددا علي ضرورة معالجة الأسباب التي قد تؤدي إليه، كما أدان بشدة في ختام اجتماعاته أمس إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وأكد التزامه بمكافحة الإرهاب وفقا للاستراتيجية العربية والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب كما أوصي المشاركون بإقرار مشروع استراتيجية عربية أمنية مشتركة لمحاربة الجرائم المعلوماتية ووضع النصوص القانونية الكفيلة بتجريم أفعال إساءة استخدام الحاسبات الالكترونية وشبكات الإنترنت وفرض عقوبات رادعة لمرتكبيها. وكان المجلس قد اختتم أمس أعمال دورته السابعة والعشرين تحت رعاية الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية خلال يومي 16 و17 مارس الجاري بحضور وزراء الداخلية العرب علي رأس وفود أمنية رفيعة المستوي ووفود وممثلي المنظمات والهيئات العربية والدولية المعنية. وقد تضمن جدول أعمال الدورة ولجانها التحضيرية العديد من الموضعات المهمة التي تخص الشأن الأمني العربي المشترك سواء علي المستوي التنظيمي أو التطبيقي علي الأرض، فللمرة الرابعة يتم تجديد الثقة المطلقة في أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب دكتور محمد بن علي كومان أمينا عاما لمجلس وزراء الداخلية العرب وأيضا تجديد الثقة في أداء ودور اللواء وصفي عامر مدير المكتب العربي للإعلام الأمني ومقره مصر كما تم تعيين مدير المكتب العربي للشرطة الجنائية ومكافحة الجريمة وأمين عام مساعد ومستشار الأمين العام كما تم إقرار مشروع برنامج عمل الأمانة العامة لعام 2010 والحساب الختامي للأمانة وتقرير الرقابة المالية عن عام 2008 ومشروع موازنة الأمانة العامة لعام 2010 وموازنة الاتحاد الرياضي العربي للشرطة. أما علي الجانب الأمني فقد أبدي الخبراء الأمنيون المشاركون ضمن الوفود العربية رضاءهم لما ورد بالتقرير السنوي الأول بشأن تنفيذ الخطة الأمنية العربية السادسة ووضع تقييم ما تم إنجازه في الخطة في عامها الأول وأيضا بشأن الخطة الإعلامية العربية للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة والتوصية ببذل المزيد من الجهود بشأن تنفيذ الخطة المرحلية الثالثة للاستراتيجية العربية للسلامة المرورية. وأولي وزراء الداخلية العرب ووفودهم المشاركة أهمية خاصة بالبند الرابع عشر الوارد بجدول الأعمال وهو البند الخاص بأعمال وتوصيات الاجتماعات المشتركة بين ممثلي مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب مع جامعة الدول العربية لسرعة تفعيل وتوقيع بروتوكول إقرار الاتفاقيات العربية لمكافحة الفساد وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحة جرائم تقنية المعلومات والجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية وإقرار الاتفاقية العربية لنقل نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية وإعداد مشروع آلية تنفيذية لاتفاقية الأراضي العربية للتعاون القضائي العربي. كما تمت الموافقة علي إنشاء مكتب عربي لمكافحة الجريمة المنظمة وتشكيل لجنة عربية عليا وتعيين ممثل لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" ويكون مقره بالأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب. وفي ختام الجلسة الختامية للدورة ألقي عدد من وزراء الداخلية العرب كلمات تطرقوا فيها إلي المخاطر الأمنية الراهنة وفي مقدمتها ما تعانيه المنطقة من مخاطر الإرهاب سواء علي المستوي المحلي أو الإقليمي والدولي ولم يغفلوا إرهاب دولة إسرائيل وما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون مما يدفع بالإرهاب وزعزعة الاستقرار وتقهقر التقدم والتنمية بالمنطقة ككل وهو ما دفع البعض الآخر بالتأكيد علي مواصلة العمل علي تعزيز وتطوير المسيرة الأمنية العربية المشتركة وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تنعكس بالنتيجة علي أمن المواطن والأوطان العربية هذا وقد وجه وزراء الداخلية العرب في ختام دورتهم برقية إلي الرئيس زين العابدين تضمنت الشكر والتقدير لما حظوا به علي أرض تونس من كرم الضيافة وطيب الوفادة مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.