من حسنات نظام الحكم الحالي وربما تكون أيضا من ثوابته أنه لم يسمح بوجود معارضة مصرية خارج حدود الوطن وعدم السماح هذا لم يكن من خلال اضطهاد ومطاردة المعارضين في الخارج وقتلهم كما كان يحدث في بعض الدول ولكن من خلال السماح للمعارضة في الداخل أن تعمل وبكامل حريتها ودون سقف يذكر سواء في القول أو الفعل علي أي حال ليست العلاقة بين نظام الحكم والمعارضة في مصر هي موضوعنا ولكن محل حديثنا في هذا المقام هو التصريحات التي أدلي بها الناشط القبطي الأستاذ مجدي خليل وهو أيضا المسئول عن منتدي الشرق الأوسط للحريات ومقره القاهرة وذلك أثناء وجوده في الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي يسافر إليها من حين لآخر والتي تتلخص في دعوة يهود الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي التدخل لصالح الأقباط في مصر. أكرر مرة أخري لقد دعا الأستاذ مجدي خليل يهود أمريكا إلي التدخل من أجل حماية الأقباط في مصر من الاضطهاد وليس هذا فحسب بل إنه دعاهم أيضا لذلك حتي لا تتحول مصر إلي قاعدة للفكر الجهادي ضد إسرائيل ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الأستاذ مجدي خليل قال حسب ما ورد علي متن الخبر ما نصه: ( إن المسيحيين يواجهون الإرهاب نفسه الذي واجهته الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر، والذي واجهته لندن ومدريد وموسكو وبالي ومومباي وتل أبيب، وأن الجرائم المرتكبة بحقهم تحولت بدلا من كونها تصرفات إجرامية ارتكبها إسلاميون متطرفون إلي جرائم دولة، والفارق هو أن الأقباط تعرضوا للإرهاب الإسلامي لعقود وعلي يد الدولة نفسها، وأنه ليس مفاجئا أن حوالي ثلث الإرهابيين في العالم ومعظم القراء والمفكرين الإرهابيين جاءوا من مصر. وقال إن مصر تمثل إضافة للسعودية وباكستان وإيران، المراكز الأساسية لرعاية الإرهاب الإسلامي حول العالم، وأنه بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود علي تطبيق سياسة ساهمت في دعم التطرف الإسلامي في مصر، وصل التطرف إلي قلب مؤسسات الدولة حيث يشغل العديد من المتشددين مناصب قيادية حاليا في هيئات إنفاذ القانون وأجهزة أمن الدولة والاستخبارات، إضافة إلي القضاء والبرلمان ومؤسسات حكومية أخري). وفي الخبر أيضا ما نصه: (طالب الناشط المسيحي من أصل مصري مجدي خليل، يهود الولاياتالمتحدة بتبني قضايا المسيحيين المصريين ودعمهم، مؤكدا أن تعزيز حالة الأقباط في مصر يخدم المصالح الغربيةوالأمريكية واليهودية، لأنهم يكافحون لمنع تحول مصر لدولة جهادية مسلحة مناوئة للغرب ومعادية لإسرائيل). للأمانة مع القارئ الكريم ومع الجريدة فإنني يجب أن أقر بأن علاقتي بالأستاذ مجدي خليل ليست علي ما يرام وما شاب هذه العلاقة من شوائب ليس أمرا شخصيا علي الإطلاق بل إنه خلاف من أجل الوطن والحق والحياد وأستطيع أن أقر أيضا أن الأستاذ مجدي خليل كاتب غير محايد علي الإطلاق فهو يتعجب ممن يتشنجون لقضية فلسطين، ويقول إنه لا تهمه قضية فلسطين بل قضية مصر وفي نفس الوقت يدبج مقالات كاملة بشأن قضية دارفور وسؤالي له هل قضية دارفور تمس الأمن القومي المصري أكثر مما تمسها قضية فلسطين وهل عداؤك الشديد للرئيس السوداني منبعه الحرص علي الحريات وحقوق الإنسان المهدرة في دارفور فما هو تفسيرك إذن لصمتك المطبق عما سألتك عن موقفك من مذكرة مشابهة صدرت بحق وزيرة خارجية إسرائيل إنه موقف يحتاج لتفسير من شخص يترأس منتدي للحريات ومقره القاهرة وهو علي حد علمي يمارس عمله في أمان تام بل وربما في ظل حماية أمنية مصرية وهي التي يتهمها أنها أصبحت متنفسا للمتطرفين كما يقول. إن ما صرح به الأستاذ مجدي خليل يعد امتهانا لعقولنا وافتئاتا علي الواقع وظلما بينا بل وأيضا نفيا تاما للعدل والحياد وما كان الأجدر به أن يفعل ذلك وهو الذي يصدع رءوسنا ليلا ونهارا عن العدل وحقوق الإنسان ولكنها كالعادة حقوق في اتجاه واحد نعرفه جميعا.