جملة اعتراضية .. "سيجة" العرب .. و"شطرنج" الإسرائيليين

هل صدق الجنرال الإسرائيلي دان حالوتس رئيس الاركان السابق ذي الاصول الإيرانية، في ادعائه أن العرب لايزالون يلعبون السيجة في وقت تجاوز فيه الإسرائليون الشطرنج؟!.. التصريح استفزني.. لكني لم أغضب منه.. أثار العديد من التساؤلات داخلي.. فله حق فيما قال، مازلنا نلعب في الطين ونيوزلاند صعدت للقمر لدراسة تربته، لكن من الواضح أن هناك رغبة حقيقية لتجاوز هذه المرحلة التي تخلف فيها العرب كثيراً، علي الاقل لدي بعض العرب، رغم أننا لانزال مختلفين حول مشاركة الرئيس الفلسطيني في قمة طرابلس، ومستوي تمثيل الوفد اللبناني، ولايزال أيضا يتحدث الكويتيون عن عدم شرعية القومية العربية بعد الغزو العراقي لهم.
لكن ما لا يعيه حالوتس أن الحديث عن السيجة العربية والشطرنج الإسرائيلي، الذي جاء في إطار الاحتفاء الإسرائيلي بتورط الموساد في اغتيال المبحوح، يتزامن مع مصارحة الإسرائيليين بالكره لكل المقدسات الإسلامية التي كان يزور احدها الرئيس الأمريكي أوباما لكن في القاهرة، وقتما ادعي أنه مع الإسلام ودعا للتحاور معه، ولم يفعل شيئا، بل علي العكس عاد الحوار الاستراتيجي، ولم يتحرك إلا بعد أيام من التحرش الإسرائيلي بحرم أبي الانبياء إبراهيم ومؤذن الرسول، بإدانة ورقية.
بالتأكيد إسرائيل.. وأخشي أن أقول إننا لن نضحك لا في البداية ولا في النهاية.. فكل الضحك للإسرائيليين.. فهل تتصور أن تصل الوقاحة والبجاحة بهم إلي أن يطالبوا بحماية دولية للمعابد اليهودية في الدول العربية، في الوقت الذي يمارسون الرذيلة فيه في الحرم الإبراهيمي ويبولون علي حوائط المساجد.
التنوع السياسي
رغم قلق البعض من هذه الفقاقيع السياسية التي تحاول أن تجد لنفسها وجودا جديدا بعد انتهاء دورهم في أماكن اخري حيث كانوا تحت الأضواء واحترفوا حتي أدمنوها واصبحوا غير قادرين علي الابتعاد عنها، إلا أنني أري أن هذه الاجواء السجالية التي تعيشها الساحة السياسية المصرية هذه الأيام، ما هي الا تفريخ جديد لمرحلة أكثر نضجا من التحول السياسي، فهذا السجال حتي لو سراباً، سيعطي فرصة للبعض أن يخطئ ويتعلم من خطئه، ويقارن بين الواقع والأحلام، وبين الذين يتواصلون معهم بالرسائل الأسبوعية، والذين لا يتركون بيتوهم في فيينا من أجل مشروع كامل يناورون به الناس.. وبين الجانب الموجود بين لناس، سياساته ليست جيدة علي طول الخط، لكن أفضل في الغالب.