عرض - مي فهيم الموسيقي غذاء الروح، وقد احتلت مكانة مميزة في تاريخ الثقافات الإنسانية منذ فجر التاريخ حتي يومنا هذا.ولكن لماذا تستطيع الموسيقي أن تزيد من عمق الإحساس بالمشاعر؟ ولما يعد للموسيقي سحر خاص تأسر به عشاقها ومستمعيها ؟ كل هذه الأسئلة يطرحها المؤلف فيليب بيل في كتابه "غريزة الموسيقي" الذي يتضمن تفسيرًا علميا عن سر انجذاب قلوبنا وعقولنا نحو الموسيقي. فالموسيقي تسترعي انتباه الجميع أكثر من أي شيء آخر وأشارت الأبحاث الحديثة إلي أنه عندما تستمع إلي الموسيقي فكل أجزاء العقل تصبح أكثر نشاطا وحتي مع الاستماع إلي ما يطلق عليه أبسط أنواع النغمات والإيقاعات الموسيقية فالعقل يقوم بأداء بعض العمليات الذهنية وهو ما يزيد من الشعور بالقيمة الجمالية والكثير منا تنتابه حالة من المشاعر الفياضة من الفرح الشديد أو الرومانسية او انهمار الدموع والبكاء عند الاستماع إلي أغنية أو مقطوعة موسيقية محددة . وزخر العالم بالكثير من المواهب الغنائية التي أثرت في الثقافات المختلفة مثل قائد الأوركسترا الأشهر في العالم النمساوي هربيرت فون كارايان والأسطورة الموسيقية بيتهوفن الذي مازالت أعماله حتي اليوم من أهم ما أنتجته الموسيقي الكلاسيكية العالمية والنمساوي موزار الذي يعتبر من أشهر العباقرة المبدعين في تاريخ الموسيقي الذي له قرابة 600 عمل فني ومن أهم أعماله السيمفونية رقم 41 (جوبيتر). والكتاب ليس فقط يحسن من تقييم القارئ للموسيقي التي يحبها بل يدفعه إلي الإمعان في أنواع الموسيقي المختلفة والبدء في استكشاف الموسيقي التي كان من قبل يعتقد أنها مملة أو غير شيقة. كما أن الكتاب لا يتضمن الموسيقي الغريبة فقط بل يتضمن كل أنواع الموسيقي والثقافات المختلفة. و"غريزة الموسيقي" تؤكد أهمية الموسيقي في نواحي الحياة اليومية وأن كل إنسان لديه خبرة موسيقية.