الإشادة بأداء الفنان الشاب آسر ياسين عن دوره في فيلم رسايل البحر قلما تحدث تجاه فنان حيث وصلت إلي حالة شبه إجماع سواء من النقاد من مختلف المتخصصين في الشأن السينمائي وهو ما يعني إننا أمام موهبة متفردة ينتظرها مستقبل واعد. آسر لم يصب بالغرور مع أقلام المادحين التي تنهال عليه بالثناء منذ عرض الفيلم ولكنه أرجع ذلك إلي صانع الفيلم القدير داود عبدالسيد وتركيزه الشديد في تقديم الشخصية وعن هذه التجربة وكيفية استعداده لها تحدث معنا في هذا الحوار: كيف تقيم تجربتك مع المخرج داود عبدالسيد في فيلم رسايل البحر؟ - وجدت أن كل الممثلين الذي شاركوا في بطولة الفيلم أظهرهم المخرج بشكل مميز جدا لدرجة أن بعض الفنانين كانوا بمثابة مفاجأة للجمهور ومن بينهم بسمة واستطيع أن أقول أنه الفيلم الوحيد الذي لم أشعر بالضيق وأنا أشاهد نفسي فيه علي العكس شعرت بمتعة وأنا أشاهده وسط الجمهور وهذه هي عبقرية الأستاذ داود عبدالسيد لأنه مخرج سهل وبسيط أراه أفضل من ترجم النص المكتوب. هل تعتبر هذه التجربة بداية مرحلة مختلفة في مشوارك الفني؟ - هذا حقيقي كما أن التعاون مع المخرج داود عبدالسيد كان بمثابة حلم منذ أن بدأت التمثيل و الحمد لله أن الفرصة جاءت في موعدها وإن كنت لا أريد التقليل من تجاربي السابقة فكل مخرج تعاونت معه له مذاق مختلف فعندما تعاونت مع شريف عرفه في فيلم الجزيرة كانت مرحلة وخطوة مهمة في حياتي أيضا مع محمد ياسين في الوعد كان هناك اختلاف وكذلك الأمر مع باقي المخرجين. هل قمت بتحضيرات معينة لشخصية يحيي التي جسدتها في الفيلم؟ - الشخصية لم تكن سهلة بالمرة ولكن اشتغلت عليها جيداً فمنذ قراءتي للسيناريو بدأت التحضري وعقدت جلسات عمل كثيرة مع المخرج لكي أعرف كيف يري هذه الشخصية لأنني أقوم بتجسيدها من وجهة نظره لذلك كنت حريصاً علي معرفة كيف يري هذا الشاب. وكيف تدربت علي طريقة التلعثم التي يتحدث بها يحيي؟ - جلست مع أطباء تخاطب متخصصين وحرصت أيضا علي الجلوس مع أشخاص مصابين وحالات مختلفة لمن يعانون بالتهتهة وكونت فكرة مبدئية عن شكل التلعثم الذي سوف يتحدث به هذا الشاب إلي أن جلست مع المخرج وتلاقينا في وجهة النظر وخرج الكلام بالشكل الذي ظهر به في الفيلم. وما الذي اكتشفته عن الأشخاص المصابين بمرض التلعثم؟ - ليس بالضرورة أن يكون التلعثم نتيجة لمرض معين كما أن أسبابه ليست ثابته ولكن أنا مؤمن أن الخوف الذي ينتابنا في كثير من الأحيان يتم ترجمته في أمراضنا فعلي سبيل المثال من يخاف من عدم تحقيق النجاح في وقت محدد في الغالب يصاب بالضغط وكذلك من يخاف من الموت أما يحيي فهو مختلف عن الناس وعن شقيقه ويشعر بالوحدة لذلك هو يعاني من مشكلة التخاطب خاصة وأن لديه مشكلة فكرية في التواصل مع الناس. طريقتك في الكلام أرهقت من شاهد الفيلم فهل أثرت عليك هذه الطريقة بعد التصوير؟ - طبعاً تأثرت كثيراً بأشياء مختلفة في يحيي أهمها طريقته في الكلام لأن الكلام يعتمد بشكل أساسي علي طريقة التنفس وطريقة كل واحد منا في التنفس تؤثر علي شكل كلامه والعكس صحيح لذلك ظللت لفترة أجد صعوبة في طريقة التنفس والكلام. هناك مشاهد تحدث فيها يحيي بدون تلعثم فما تفسيرك لهذا؟ - شقيقي كان يشاهد الفيلم بجواري وعندما جاء هذا المشهد علي الشاشة فوجئت به ينظر لي استعداداً لأن يسألني هذا السؤال ولكن فوجئ ببسمة التي تقوم بدور نور في الفيلم توجه له نفس السؤال وتقول أنت مبتهتش ليه؟ لأنه في هذه اللحظة كان مرتاحاً ومتواصلاً معها لأن الأمر في الغالب نفسي. البعض انتقد أيضا المشاهد التي ارتديت فيها ملابس باهظة الثمن في حين أنك تعاني من الجوع؟ - هي ليست ملابس باهظة الثمن بل ملابس عادية وبعضها ملابسي الشخصية وحتي الحذاء الذي ارتديته في المشاهد التي فقدت فيها الوعي علي البحر بسبب الجوع كان لا يتجاوز ثمنه ال100 جنيه وما يميز هذا الشاب هو ألوانه واختياراتها المتناسقة كما أنه من أسرة ثرية في الأساس بالإضافة لأنه اضطر لأن يبيع ملابسه في أحد المشاهد لكي يحصل علي المال ليشتري طعاماً. توقع الكثيرون أنك سوف تختار نوعية معينة من الأدوار التي تتميز فيها ومنها الأكشن ولكن خالفت المتوقع بهذا الدور هل تعمدت ذلك؟ - طبعاً لا أستطيع تقديم المتوقع ولو فعلت ذلك لن أكون راضياً عن نفسي كما أنني أريد تقديم الكوميدي والأكشن والرومانسي حتي لا أضيع علي نفسي فرصة العمل مع المخرج محمد ياسين ووحيد حامد وداود عبدالسيد لو قمت بالتركيز في مدرسة معينة.