بينما استطاع قاسم أمين في القرن التاسع عشر أن يعبر عن حرية المرأة بالكلمة من خلال كتابه "تحرير المرأة" نجح أيضا وليد عوني في التعبير عنها ولكن من خلال أجساد راقصة في عرضه الجديد "نساء قاسم أمين" الذي بدأ الأحد الماضي علي خشبة مسرح الجمهورية واستمر حتي مساء أمس الأربعاء ثم يسافر إلي الإسكندرية يومي 23 و24 فبراير الجاري للعرض علي مسرح سيد درويش "دار أوبرا اسكندرية"، تناول العرض قصة تحرير المرأة والتي سبق أن ناقشتها أعمال فنية عديدة لكن هذه المرة جاء اختلاف العمل وتميزه في أنه أحد أعمال الرقص المسرحي الحديث التي جسدتها فرقة وليد عوني باتقان شديد وكأن الراقصين يدور حوار حي بينهم ولكن من خلال أجسادهم. وعن اختياره لشخصية قاسم أمين علي وجه التحديد أكد وليد عوني قائلا: كان من المفترض أن نحتفل بمئوية قاسم أمين العام قبل الماضي فهو توفي عام 1902 وكنت استعد لهذا العمل منذ عامين كاملين لأنه يحتاج لإعداد ضخم لكن للأسف انشغالي بأكثر من عمل عطلني عن تقديمه، وهو في رأيي من أهم شخصيات القرن العشرين فهو من أعمدة الأمة المصرية مثل عرابي وسعد زغلول ورفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني فهو ليس مصلحا دينيا كما يعتقد البعض بل كان مصلحا اجتماعيا، والحقيقة كان التحدي لي أن أقدم هذه الشخصية من خلال الرقص الحديث لأن في اعتقادي أن هذا الفن لابد أن يشمل تقديم كل شيء وهذا هو عملي أن يصل للمتلقي فكرة العرض من خلال الراقصين وحركاتهم فالجمهور يستطيع من هذا العرض أن يدرك مدي أهمية العمق المسرحي وحركة الجسد بعيدا عن الحوار المسرحي المعتاد. ويضيف: كنت قدمت من قبل أكثر من شخصية فالعام الماضي قدمت مئوية الفن التشكيلي وتناولنا فيها شخصية محمود مختار كما قدمت نجيب محفوظ وتحية حليم وشادي عبد السلام وغيرها من الشخصيات الهامة لأنه كما ذكرت لابد أن يكون الرقص الحديث معنيا بتقديم كل شيء مثل أي فن آخر. وأشار وليد عوني أن هذه ليست المرة الأولي التي يشارك فيها فرقته الرقص حيث يقول: شاركت من قبل في أكثر من عمل وكان آخرها مئوية الفن التشكيلي وجسدت شخصية محمود مختار كاملة، كما أشارك عادة في العروض حسب طبيعتها واحتياجها لوجودي. ويقول: لا أعتقد أنني سأشارك بعرض قاسم أمين ضمن فعاليات مهرجان الرقص المسرحي الحديث هذا العام لأن طبيعة عروض المهرجان تكون مختلفة، فحتي الآن لم أحسم موقفي، لكن هناك اتجاها أيضا أن أعيد بعص العروض الفترة القادمة مثل "شهرزاد موناليزا" و"عطيل"، ومئوية الفن التشكيلي ، وحاليا ليس هناك أعمال جديدة تخص شخصية بعينها وأذكر أنني كنت قد اتفقت مع الجزائريين علي تقديم عمل لجميلة أبوحريد لكن بعد أحداث مصر والجزائر توقف المشروع حتي تهدأ الأوضاع.