كان هذا الأسبوع موعدي مع عرض جديد هو نساء قاسم أمين الذي تقدمه فرقة الرقص المسرحي الحديث أو الفرقة المصرية للرقص المسرحي الحديث الذي يعرض علي مسرح الجمهورية. المعروف أن مسرح الجمهورية يتبع الأوبرا المصرية كما يتبعها أيضا أوبرا الاسكندرية التي كانت من قبل مسرح سيد درويش وأيضا أوبرا دمنهور التي افتتحت منذ عام. فرقة الرقص الحديث تتبع دار الأوبرا المصرية التي تقدم أيضا البالية وتقدم الموسيقي الكلاسيكية من خلال أوركسترا القاهرة السيمفوني. كما تقدم الموسيقي العربية ثم أيضا الأوبرات بمعني الغناء الأوبرالي. كان هذا الأسبوع عرض الأوبرا بمسرح الجمهورية لفرقة الرقص المسرحي الحديث التي يشرف عليها ويخرج أعمالها الفنان وليد عوني. فماذا عن العرض الجديد لهذه الفرقة باسم نساء قاسم أمين؟ العرض والذي يشارك فيه18 راقصا وراقصة يتناول ما يمكن أن نسميه رحلة كفاح المرأة المصرية من أجل تحديها وإثبات وجودها وأكثر من هذا أن تقوم إلي جانب الرجل بما يتطلبه المجتمع من تنمية. إذن نحن أمام عصر اجتماعي وسياسي وثقافي جديد هو عصر قاسم أمين محرر المرأة كما كان ولايزال يطلق عليه بعد أن جاء عقب رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده. وقبل الدخول في تفصيلات هذا العرض أتناول بداية جمهوره إذ أنني فوجئت بأن المسرح كومبلية أي مقاعده مشغولة بالكامل وهذا ما لم ألاحظه في عروضه السابقة ولكن ربما أن الاقبال بدأ يزيد علي هذا النوع من الفنون الحديثة وهي الرقص الحديث والذي أيضا لابد أن نشير إلي أننا البلد الوحيد في المنطقة التي بدأت هذا الفن وهي حتي الآن الوحيدة التي تملك هذا الفن علي مستوي العالم العربي. وأعود لنساء قاسم أمين العرض الذي أخرجه وصمم رقصاته مدير الفرقة وليد عوني. هو تقريبا تاريخ لحركة في نهاية القرن التاسع عشر وكيف كانت ثم كيف بدأ الكفاح وكيف كان مشوارها عبر التاريخ الحديث حيث بدأ قاسم أمين حمل الراية لتلتقطها بعد ذلك هدي شعراوي وصفية زغلول ومي زيادة اللائي كانت لهن أحلام بالنسبة للمرأة. ربما يتساءل العرض الراقص, هل تحققت أحلامهن؟ وإذا لم تكن تحققت بالكامل فبأي نسبة؟ إذا كانت النسبة ضعيفة فهل هذا الحلم يعود ليقوي؟ اذن العرض يطرح كل هذه التساؤلات عبر الرقص الحديث من خلال راقصات يحملن الرشاقة المطلوبة تماما لمثل هذا النوع من الرقص وبالمثل الشباب أيضا. حركات بالغة الصعوبة وأجد أن الراقصين والراقصات يقومون بأدائها بمنتهي السلاسة والسهولة لأوضاع طبيعية للرشاقة إلي جانب تدريبات أجدها أخذت حقها تماما وكذلك البروفات حتي تصل إلينا الصورة كما شهدناها. حركات بالغة الصعوبة وتقدم أيضا بمنتهي السهولة لتحصل علي متعة بصرية إلي جانب استخدام وليد عوني للألوان وأيضا الأقمشة التي تاره تغطي الشعر وتارة تنسحب عنه وكانت هذه الألوان كلها من الأبيض والأسود سواء بالنسبة للراقصات أو الراقصين. الإضاءة كانت موفقة للغاية واستخدم إلي جانبها أيضا وليد عوني خيال الظل حيث في الخلفية المظلمة نجد الراقصين ثم في مشهد آخر لأجد الراقصات لتنقل خشبة المسرح في الوقت الواحد كلا من الراقصين والراقصات من خلال الإضاءة الجيدة وايضا من خلال خيال الظل. الديكور كان بسيطا للغاية فهو لايحمل سوي الخلفية التي استخدمت لخيال الظل فقط. الموسيقي اختارها المخرج لتناسب كل مشهد علي حدة فهي بين القوية والناعمة ثم الغربية ذات الايقاع السريع ثم الشرقية ذات الايقاع التي اعتادت عليها الاذن الشرقية. تصميم الرقصات كان متميزا خاصة وقد شارك المخرج في الرقص في مشهد مع الفرقة كان هذا المشهد من أجمل مشاهد هذا العمل. ربما استخدام المخرج الخلفية لكتابة اسم هدي شعراوي أو صفية زغلول خلال الحركات الراقصة الدالة علي كفاحهن من أجل المرأة كان هذا غير موفق فالمعروف أن هذه الاسماء هي التي سارت علي نهج قاسم أمين. المهم بعد أن عشنا نحو ساعة مع اللونين الابيض والاسود فقط.. كان المشهد الاخير بالملابس الزاهية لكل الراقصات. عرض من العروض التي تحتسب لفرقة الرقص المسرحي الحديث وعميدها ومخرج ومصمم عروضها الفنان وليد عوني. المهم أن من قاد حركة تحرير المرأة كان رجلا ومن تابع هذه الحركة كان أغلبهم من الرجال الذين آمنوا بأن المرأة المتحررة من القيود التي تعطل مسيرتها. هذه المرأة ربما لاتستطيع أن تقدم لمجتمعها الأجيال الناضجة فكريا لتسير القافلة نحو التقدم الذي تنشده. عرض يحمل فكرا جديدا كما يحمل متعة بصرية جيدة بل أقول متميزة. المهم هل تحقق حلم الجدات؟.