في لبنان حدث.. تمثل في إحياء الذكري الخامسة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ومن لبنان ألقي رئيس وزراء لبنان الشيخ سعد الحريري كلمته أمام جماهير عريضة تريد معرفة الحقيقة، وفي القاهرة استمعنا وشاهدنا صخب هذه الجماهير وهمهمات الرفض التي صدرت منها عندما ذكر الحريري زيارته لدمشق متحدثا عن المصالحات العربية معترفا بأنه هو شخصيا رقم في معادلة إحداث المصالحة. وما بين القاهرة وبيروت يبقي جمهور غفير أيضًا من المتابعين والمحللين الذين يفرض عليهم الرصد نفسه بعيدا عن الخطب الرنانة والعبارات المتشنجة وتطل أسطورة أمل دنقل الشعرية لا تصالح برأسها لتتحول وتكون لا تساوم ولو منحوك الذهب، أتري حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل تري؟ هي أشياء لا تشتري.. ذكريات الطفولة بينك وبين أبيك تلك الطمأنينة الأبدية بينكما، إن سيفين سيفك صوتين صوتك، هل يصير دمه بين عينيك ماء؟ إلي هنا وانتهي الاقتباس والكلام ليس معناه اتهام للشيخ سعد الحريري بالمساومة ولكنه تخوف من حدوث هذه المساومة تحت أي مسمي لأن اغتيال رفيق الحريري لم يهز لبنان بمفرده ولكنه غير حسابات منطقة بأكملها وأقحم الجميع في حلقة المواقف المعلنة بما تحمله من ضرائب لأصحابها وخاصة من أبدوا بجوار لبنان قولا وعملا وقوفا إلي جانب لبنان الدولة ومؤسساته وعدم السماح بانهيار الكيان ودفعت ثمن موقفها بتحمل حملات التطاول أمام سفاراتها ومع ذلك ظلت ثابتة علي موقفها إلي الحد الذي دفع أحدهم إلي تحريض مواطنين علي بلدهم ولم يترنح ودعمهم للبنان.. الحريري الابن مهمته ليست سهلة ويريد حكما آمنًا ولكن فقط نقول له.. لا تساوم.