هل يمكن تطبيق منهج نقدي واحد علي كل الأعمال الأدبية؟، أجاب عن هذا التساؤل الدكتور حسين حمودة في ندوة "مناهج نقد الرواية" التي أقيمت بقاعة 6 أكتوبر، وشارك بها الدكتور محمد مصطفي وأدارها الدكتور سامي سليمان. قال حمودة: "لا يوجد مدخل نقدي واحد ينطبق علي جميع الأعمال، والمداخل النقدية تعتمد علي تباين مواقف النقاد واختلاف تصوراتهم، وترتبط بما يمكن أن نصفه بالقيمة الكبري في الشكل الروائي نفسه، أي قابليته للتحور والنفي والتجدد، خاصة أن الشكل الروائي مرن ومتسع، وقام علي امتصاص ما لا حصر له من الأشكال الأدبية. وفسر وجهة نظره قائلا: روايات مثل "السائرون نياما" لسعيد مكاوي و"رجل القلعة" لمحمد جبريل و"واحة الغروب" لبهاء طاهر و"الزيني بركات" لجمال الغيطاني تستدعي منهجا تاريخيا يفرق بين الحقيقة التاريخية والإبداعية، أما روايات "أيام الإنسان السبعة" لعبد الحكيم قاسم و"وكالة عطية" لخيري شلبي و"صمت الطواحين" ليوسف أبورية فتستدعي تناولات نقدية ترتبط بتقصي العلاقة بين الإبداع الفردي والجماعي. وعن مدي حضور المناهج الغربية في تناولنا لأدبنا العربي قال: هناك مناهج نقدية انتشرت خلال عشرينيات القرن العشرين، وتوقفت عند مفاهيم سميت الواقعية الاشتراكية، وسيطرت علي مساحة كبيرة من النقد المصري، في محاولة للربط بين الأدب والمجتمع، وكثير من مناهج النقد في تلك الفترة تم استخدامه لتمرير أفكار سياسية واجتماعية لم يكن مسموحا لها بالظهور. وتابع حمودة: فترة الثمانينيات شهدت حضورا لتوجه مختلف تمثل في البنيوية، التي دعت للتركيز علي العمل الأدبي، بعيدا عن حياة كاتبه، ورغم خلو معظم هذه الكتابات من القيمة، استطاع بعضها استخدام هذا المنهج جيدا، وكان من أهمها كتاب "بناء الرواية: دراسة مقارنة في ثلاثية محفوظ" للدكتورة سيزا قاسم، وكذلك منهج البنيوية التكوينية. ومن جانبه تساءل الدكتور محمد مصطفي عن إمكانية بناء نظرية نقدية عربية، وعن إمكانية الحديث عن خصوصية معينة للنص الروائي تجعله مختلفا عن القصة وغيرها، وأكد علي أهمية عدم رفض نظريات الغرب النقدية وإمكانية الاستفادة منها في بناء منهج نقدي عربي، وهاجم استمرار استخدام المصطلحات والمناهج النقدية القديمة قائلا: "نواجه النص الأدبي بدون منهج نقدي أحيانا، ونواجهه بحشد من المناهج أحيانا أخري، وفي كلا الحالتين يضر ذلك بالنص الأدبي".