يبدو أن الدعم التصديري سيظل محل جدل لن ينتهي فرغم الانقسام الواضح داخل الحكومة ما بين مؤيد لاستمراره وما بين من يطالب بإلغائه أو علي الأقل إعادة هيكلته ليتحول من دعم نقدي إلي دعم عيني في شكل خدمات لوجستية لا تزال هناك علامات استفهام كثيرة حول المبالغ التي حصلت عليها بعض الشركات والمقابل الذي استفادت به البلاد من جراء ذلك حيث تكشفت معلومات لروزاليوسف عن حصول 30 شركة ملابس منسوجات علي مليار و538 مليون جنيه دعماً مقابل زيادة هزيلة في الصادرات منذ عام 2002 حتي الآن لم تتعد المليار دولار ليصل إجمالي صادرات الملابس والمنسوجات إلي 2.5 مليار دولار فقط.. المبالغ التي حصلت عليها الشركات كانت كفيلة ببناء عشرات المصانع لتوفير آلاف من فرص العمل وتوضح التقارير الاقتصادية الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة أن بروتوكول الكويز الذي تم توقيعه في ديسمبر 2004 ساهم في مضاعفة صادرات الملابس إلي السوق الأمريكية لتصل لنحو 1.2 مليار دولار وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن بروتوكول الكويز كان سبباً رئيسياً في زيادة الصادرات بشكل مباشر إذ يسمح بدخول منتجاتنا للسوق الأمريكية بدون جمارك شريطة استخدام المصانع المحلية 10.5٪ نسبة مكون إسرائيل. القائمة التي تنفرد بنشرها روزاليوسف لشركات الملابس والمنسوجات المستفيدة من الدعم تضم أسماء كبيرة في صناعة الملابس تتصدرها شركة النيل للملابس وشركة مايو المملوكة لرجل الأعمال جلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات إذ حصلت الشركتان علي نحو 311 مليون جنيه دعماً خلال الفترة من عام 2002 حتي 2008 ثم جاءت شركة جيزة للغزل والنسيج المملوكة لمحمد مرزوق في المركز الثاني بحصولها علي 157.3 مليون جنيه خلال نفس الفترة أعقبتها الشركة السويسرية للملابس الجاهزة المملوكة لرجل الأعمال علاء عرفة بقيمة 140 مليون جنيه وسبأ العالمية للملابس جنسية يمنية وحصلت علي 39 مليون جنيه ثم شركة دايس للملابس الجاهزة المملوكة لناجي توما وحصلت علي 83.5 مليون جنيه وشركة دلتا تكستيل وحصلت هي الأخري علي 80 مليون جنيه كما شملت القائمة شركة لونتكس للتريكو والملابس الجاهزة إذ حصلت علي 69.9 مليون جنيه دعماً ولوتس للملابس الجاهزة حصلت علي 69.6 مليون جنيه تلتها كايرو قطن سنتر المملوكة لرجل الأعمال مجدي طلبة إذ حصلت علي 69.3 مليون جنيه دعماً والشرق الأوسط حصلت علي 57 مليون جنيه والمصرية الدولية داي تكس المملوكة لرجل الأعمال باسم سلطان حصلت علي 56.3 مليون جنيه والإسكندرية للملابس الجاهزة 47.8 مليون جنيه. كما حصلت بيبي كوكا للملابس الجاهزة علي 44.4 مليون جنيه دعماً والشوربجي الحديثة 42.2 مليون جنيه والمصرية للتريكو أتك المملوكة لخالد رأفت حصلت علي 41.1 مليون جنيه تلتها الشمس للملابس الجاهزة بدعم 39.2 مليون جنيه ومصر للملابس ب37 مليون جنيه وسمير للفانلات 36 مليون جنيه في حين ذيلت القائمة بشركات تراوح الدعم التصديري لها ما بين 16 و35 مليون جنيه وشملت شركات فيلوستي أبارلز وقناة السويس وترانس أفريكا والنهر الخالد وكوتون كلوب وجلاس للملابس الجاهزة ودولفن للملابس وكاذارين وأخيراً شركة جي في بي كوناج. فيما أكد مصدر مسئول بوزارة التجارة والصناعة - فضل عدم ذكر اسمه - أن تلك الشركات لجأت لاستيراد الخامات بشراهة من دول جنوب شرق آسيا للحصول علي مزيد من الدعم وهو ما يعني أن الحكومة تدعم دول جنوب شرق آسيا وليس الصناعة المحلية إذ تسبب ذلك في حدوث فجوة في تعميق الصناعة المحلية لحساب الاستيراد مما أحدث خللاً كبيراً في زيادة العجز في الميزان التجاري، كما بين المصدر أن الحكومة تدعم كل مصنع ب8 دولارات مقابل 100 دولار تصدير في حالة استخدامه خامات مستوردة بينما تدعم من يستخدم خامات محلية ب10 دولارات فقط مطالباً بإعادة النظر في صرف الدعم أو علي الأقل تحويلة إلي دعم عيني في صورة خدمات لوجستية للشحن والنقل.