بعناوين عريضة قوية من نوعية "أنا سليل جيل الهزائم والانتصارات" و"أشعر أنني في سجن له ثلاث حوائط"، قدم المفكر حسن حنفي شهادته في "محور الشهادات" بمعرض الكتاب، بمناسبة فوزه بجائزة الدولة التقديرية هذا العام، وقال: أنا سليل جيل الهزائم والانتصارات، ولدت عام 1935 وشاهدت عام 1945 الطائرات البريطانية والألمانية في سماء القاهرة، وعرفت أن هناك حربا بين "الحلفاء" و"المحور"، وانضممت إلي "لجنة الطلبة والعمال" بجامعة القاهرة عام 1946، ورأيت حريق القاهرة عام 1951، وشهدت ثورة يوليو 1952، وفرحت برحيل الملك والقضاء علي الإقطاع وانتصار الحركة الوطنية المصرية، وعاصرت تأميم قناة السويس 1956، والتمصير عام 1957. وأكمل: إلي أن جاءت الصدمة في يونيو 1967، وتغيرنا كثيرا وتساءلت عن السبب في ضياع الحلم، وفرحنا مؤقتا في عام 1973، لكن سرعان ما أصابنا الحزن بعد أن تحولت مكاسبنا العسكرية إلي خسائر سياسية، بسبب الصلح المنفرد مع إسرائيل. وحتي الآن لازلت أحاول ترجمة الحلم، مرة بالعمل العلمي، ومرة بالثقافي، ومرة بالسياسي، ولا أدري هل أنا داعية أم مثقف أم مفكر، مشروعي العلمي يقوم علي التراث والتجديد، واكتب في الثقافة مثل : قضايا معاصرة ، وهموم الفكر والوطن، وفي نفس الوقت أخاطب الناس والجماهير مثل : وطن بلا صاحب ، من منهاتن إلي بغداد، جذور التسلط وآفاق الحرية وأسست تيار اليسار الإسلامي وبدأت بالسلام التراث الذي خرج منه الإخوان والتيارات السلفية، ولكن يشغلني قضايا الاحتلال والتسلط وكيفية الربط بين الاثنين، فلو انحزت للتراث لأصبحت سلفيا أصوليا، ولو توغلت في قضايا العدالة الاجتماعية لأصبحت علمانيا، وفي النهاية أنا ليبرالي لأنني أدافع عن الحرية، وأنا قومي لأنني أدافع عن العرب واشتراكي لأنني أدافع عن العدالة الاجتماعية وإسلامي لأنني أعتز بالتراث. وعن مشروعه الفكري قال: أشعر أنني في سجن له ثلاث حوائط، فهناك الماضي يعيش بداخلي وأنا ابنه، وهناك المستقبل الذي أحاول أن أقفز إليه مستشرفا مستقبلا مشرقا لمصر، وهناك واقع أعيش فيه وهو عصر الثورة والنهضة والضياع والاحتلال، وعندما أردت أن أفك هذا الحصار، لجأت إلي إعادة إحياء التراث، حتي لا يكون جسمي في عصر وعقلي وروحي في عصر آخر.