قدم الدكتور صابر عرب رئيس هيئة الكتاب الكاتب بهاء طاهر، الذي أدلي بشهادته ضمن محور الشهادات بمعرض الكتاب، قائلا: بهاء طاهر يرسم شخصياته بحيث تتفق مع شخصيته العميقة، التي تتصف بعمق حضاري مصري أصيل. تحدث طاهر عن نشأته الصعيدية قائلا: أنا "صعيدي مزيف" ولدت بالأقصر ولكني قضيت معظم عمري بالقاهرة، ولا أزور الأقصر إلا في الإجازات الصيفية، أما الصعيدي الحقيقي فهو عبد الرحمن الأبنودي والقاص الراحل يحيي الطاهر عبد الله. وعن ثورة يوليو قال طاهر: أحدثت الثورة انقلابا فكريا خطرا، وأيدناها في بدايتها، ولكنا صدمنا بانخفاض سقف الحرية، حيث كانت الحرية المتاحة في العصر الملكي أكبر بكثير من الحرية المتاحة بعد الثورة، وكانت مشاعرنا متضاربة تجاه رجال يوليو، فرغم نقمنا عليها، هتفنا لها عند تأميم قناة السويس، ثم تأتي هزيمة يونيو فنحزن، وعندما ألقي ناصر خطاب التنحي خرجنا إلي الشارع نطالبه بالبقاء في منصبه، وانعكست إيجابيات وسلبيات ثورة يوليو في كتاباتنا نحن أبناء جيل الستينيات، فينما كان البطل في الجيل السابق علينا "نجيب محفوظ ويوسف إدريس" إيجابيا، يشارك في الصراع بين الطبقات، ويستطيع تغيير الظروف ومواجهة العقبات التي تعترضه، كنا متلقين للثورات ولم نشارك فيها، وظل يطلق علينا جيل الكتاب الشباب حتي ابيض شعر رؤوسنا وهو مصطلح مفخخ معناه: "قف مكانك ولا تتحرك". ورفض طاهر مبدأ الكتابة بالعامية متسائلا: ما الذي تقدمه العامية وتعجز الفصحي عن تقديمه؟ وأشار إلي تجربة الكاتب العراقي الراحل فؤاد التكرلي في كتابة رواية بالعامية العراقية، اضطرت دار "الآداب" إلي إعادة ترجمتها إلي العربية الفصحي كي توزع، فالكتابة بالعامية عائق في التواصل بين الجمهور العربي. وأشار بهاء إلي أنه ليس مطلوبا من الكاتب تقديم روشتة لحل مشكلات المجتمع ولكنه يوجه إلي المبادئ التي ينبغي أن تسود، فقديما قال تشيكوف: "أنا أكتب عن أشياء محزنة لا لكي تبكوا ولكن لكي تغيروها"، واتهم طاهر النشر الإلكتروني بالتساهل، الذي أدي إلي ظهور كتابات يفزع عند قراءتها من شدة ركاكتها.