بعد ثماني سنوات من الجمود في الشرق الأوسط، لاح قليل من الضوء في نهاية النفق.. هكذا بدأ المشهد في اليوم الأول لتنصيب أوباما. البداية بسلسلة نشطة من الاتصالات الهاتفية من الرئيس الأمريكي لزعماء الشرق الأوسط تم تعيين جورج ميتشيل مبعوثاً خاصاً .. وزيارات لا تعد ولاتحصي.. لكنها كلها أصطدمت بعقدة الاستيطان التي تنفذها حكومة اليمين الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتانياهو التي ترفض الالتزام بأي أطر للمفاوضات مما يجعلها عبثية وعقيمة وهو ما يرفضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث يصر الجانب الفلسطيني علي التجميد الكامل للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة والقدس الشرقية وبغض النظر عن القمة الثلاثية التي جمع فيها أوباما وعباس ونتانياهو فإن البيت الأبيض لا يزال حتي الآن يجهز حقائبه ولم يبدأ رحلة السلام. ويبدو أن الآمال العربية بالإنصاف علي أيدي أوباما تحطمت علي صخرة الواقع، فالرئيس الجديد سار علي نهج من خلفهم في تبني وجهة النظر الاسرائيلية فرفض إدانة العدوان الإسرائيلي علي غزة الذي استمر حتي الأيام الأولي من العام الماضي، معتبرا الهجوم الاسرائيلي دفاعا عن النفس من هجمات صواريخ حماس، كذلك تراجع أوباما عن موقفه بتبني وجهة النظر الفلسطينية المطالبة بوقف الاستيطان بالكامل كشرط لبدء مفاوضات السلام وتحديد سقف زمني لها، ليقبل عرض نتانياهو بوقف جزئي للاستيطان سرعان ما تبين أنه علي الورق فقط. الاحباط الفلسطيني من أوباما دفع الرئيس عباس للإعلان عن انه لن يرشح نفسه في جولة رئاسية فلسطينية أخري بعدما اكتشف أنه محاط بمجموعة من المعوقات فحماس ما زالت مصرة علي الانقسام وترفض المصالحة وإسرائيل مصرة علي الاستيطان وعدم التسليم بالحقوق الفلسطينية والراعي الأمريكي ما زال علي انحيازه ضد الفلسطينيين وبعد مضي عام علي رئاسة أوباما فإن الأبرز حاليا هي الجهود المصرية لإنهاء الانقسام الداخلي وتشجيع الجانب الإسرائيلي علي الوفاء بالتزامات السلام وتحسين ظروف الحياة للفلسطينيين وبدء مفاوضات السلام وتجميد الاستيطان، وذلك جنبا إلي جنب مع جهود مصر لدفع الجانب الأمريكي للتشمير عن ساعديه لبدء جهود فعلية وحقيقية لإخراج مسيرة السلام من الثلاجة.