.. ورجب المرشدي هو مندوب "روزاليوسف" في رئاسة الجمهورية، وهو رئيس قسم الأخبار في المجلة، وأهم تعريفاته داخل (الأسبوعية) أنه يبحث عن شقة لكي يتزوج.. ولم يتمكن رئيس التحرير من أن يوفر له واسطة بعد.. قل يا مسهل.. لعلنا نجد طريقاً إلي وزير الإسكان.. وأن يكون الطريق سالكاً.. وأن يتحقق الوعد بعد الابتسامات اللطيفة.. والمجاملات التي لا تحل ولا تربط ولا تسكن. عموماً ليس هذا هو الموضوع.. فإذا كان رجب قد فشل حتي الآن في البحث عن شقة.. فإنه ينجح يومياً في البحث عن الخبر.. وإذا كان لا يمكنه أن يسكن في الخبر.. فإن الخبر قد أسكنه (السبق).. ومنحه التقدير المهني علي قلة سنوات عمله في "روزاليوسف".. حين انفرد قبل خمسة أشهر بخبر وثقنا فيه وغامرنا وراءه.. وكتب في يوم 12 أغسطس الماضي علي صفحات تلك الجريدة إن (محمد بديع) سوف يكون مرشداً للإخوان. لقد سبقني زميلي المخضرم محمد حمدي مدير تحرير الجريدة اليومية إلي الإشادة برجب وسبقه الكبير في مقاله (يوميات مواطن).. بالأمس.. وقد طالب له بجائزة.. من نقابة الصحفيين.. وأحمد الله أنه لم يطلب له مكافأة من رئيس التحرير.. ويستحقها بكل تأكيد.. عموماً أكتب هذا المقال لكي أتهرب من صرف المكافأة.. فطريقها معقد ومحفوف بالكثير. ما فعله رجب يتجاوز حدود السبق العادي.. لقد كتب في تقرير موثق سيناريو الأحداث قبل أن تنفجر في الجماعة المحظورة.. وتوقع في سبقه أن تتم الإطاحة بالنائب محمد حبيب.. وأن يدير محمود عزت أمين عام الجماعة شئونها حتي قبل أن يترك عاكف موقعه.. وهو ما كان بالحرف.. وتم بالفعل. في اليوم الثاني لنشر الخبر.. (نقرزت) إذاجاز التعبير علي سبيل التحفيز.. زميلي الشاب الأحدث من رجب.. الأستاذ حسام سعداوي مسئول الملف في الجريدة.. فهو يحرر أسبوعياً صفحة (ضد التطرف).. وقلت له: سبقك رجب.. وبالطبع شكك حسام في الخبر.. هذا عادي في إطار التنافس المهني.. وفي ضوء أن حسام من الجورنال.. ورجب من المجلة.. وبين الزملاء في جناحي المطبوعة كثير من صخب التنافس.. ومن العيب أن يسبق "الأسبوعي" "اليومي" خبرياً.. رغم أن الخبر نشر في "اليومي". ولكن الأحداث تسارعت.. وعاد حسام بموضوعية ودون مكابرة قبل ما يزيد علي شهر.. لكي يؤكد أن بديع سوف يكون مرشداً.. وكتب ذلك بعد انتهاء الانتخابات في مكتب الإرشاد.. بأيام.. فأضاف سبقاً تأكيديا إلي سبق زميله. طبعاً كرئيس تحرير تسعدني هذه الانفرادات.. خاصة حين يكون صانعوها من الشباب.. الذين يشرفني أن أعلمهم وأنميهم مهنياً.. لا سيما حين يكون السبق في الأخبار التي لا تتعلق بجهات رسمية.. وفي مساحات تعتقد الصحف الخاصة أنها تملؤها وأنها تسيطر علي مصادر أخبارها.. وأستطيع أن أضرب عشرات الأمثلة في هذا السياق.. منها علي الأقل انفرادات هويدا يحيي شبه اليومية بأخبار منظمات حقوق الإنسان والمعاهد غير الرسمية الأمريكية التي تعمل في مصر.. وسوف تعد صفحة أسبوعية عن منظمات المجتمع المدني. لكن الأهم هنا.. ليس فقط في السبق.. وإنما في أن مضمونه يعني أن القوة الحاكمة في الجماعة السرية كانت ترتب كل شيء في وقت مبكر.. وبحيث تمكن محررنا من أن يطلع عليه.. وأن يعرفه.. إذن كيف كان كل من أطاحت بهم عملية الاختيار في الجماعة علي هذه الدرجة من الغيبوبة.. إلي أن تم إبعادهم.. وترتيب الأمور خطوة وراء أخري..وصولاً إلي اختيار بديع.. المرشد الصورة، الذي سيديره محمود عزت؟! لقد كان السبق إذن سياسياً قبل أن يكون إخبارياً. ويعني السبق أن خروج المرشد السابق زلف اللسان محمد مهدي عاكف لكي يعلن أنه لن يكمل في موقع المرشد قبل الانتخابات كان مرتباً.. وبالاتفاق مع محمود عزت.. وأن تمثيلية غضب عاكف من عدم اختيار عصام العريان كانت مفتعلة.. وأن العريان نفسه.. في ضوء هدوء ردود أفعاله في ذلك التوقيت كان يعرف أنها تمثيلية.. وأنه سوف يتم اختياره لاحقاً في مكتب الإرشاد.. وأن تواطؤه ضد أبناء جيله لم يحدث في المرة الأخيرة وإنما منذ أشهر بعيدة. لقد ضرب رجب المرشدي، ومن ثم حسام سعداوي، مجموعة من العصافير بحجرين صحفيين.. وتجاوز الأمر حدود السبق الخبري.. إلي مضمون المؤامرات المرتبة والتمثيليات المصطنعة.. لكن للأسف لا يمكن لهذا الحجر الصحفي أن يضرب عصفوراً أهم لرجب.. ولعشرات من زملائه.. اسمه الشقة. الموقع الإليكتروني : www.abkamal.net البريد الإليكتروني : [email protected]