شهدت أمريكا اللاتينية العديد من التغييرات علي صعيد السياسة الداخلية في العديد من الدول والتي شهدت اضطرابات عديدة بسبب تبدل التوجه السياسي للرأي العام والجماهير مما أدي لتبدل أنظمة الحكم التي نشأت في دول أمريكا اللاتينية والتي جاءت في فترة ما يسمي بالديمقراطية أو مرحلة ما بعد الديكتاتورية وهي الأنظمة التي كانت تتسم بالليبرالية إلا أنه وخلال فترة غير وجيزة بدأت الجماهير في إعادة أصحاب التوجهات الشيوعية والإشتراكية للحكم وهي أنظمة عرف عنها أداؤها الثوري مما أدي لصدامات عنيفة بينها وبين المعارضة كشفت عن عصر سياسي جديد تشهده أمريكا اللاتينية وهي القارة التي تواجه العديد من المشاكل خاصة في الجوانب الإقتصادية والإجتماعية . يناقش كتاب " أنواع الرئاسة والتحالفات السياسية في أمريكا اللاتينية " للكاتب خورجي لونزارو بين الحكومات والأنظمة في أمريكا اللاتينية خاصة حكومات الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وشيلي وأوروجواي والمكسيك وفنزويلا وغيرها وبين طريقة عمل الأنظمة في تلك الدول مع المعارضة وداخل البرلمان وتأثير تلك التغييرات علي الحياة العامة في تلك الدول التي شهدت تغييرات كبري بقدوم أنظمة اشتراكية إلي الحكم ، كما يستعرض الكتاب المخاوف من عودة عهد الديكتاتورية وهي المخاوف التي بدت واضحة بسبب التصرفات المنفردة لبعض تلك الأنظمة مثل نظام تشافيز في كراكاس الذي يضم إليه العديد من الصلاحيات لكسب مزيد من السلطة المطلقة في يده كان أبرزها قرار تعديل الدستور بعدم تحديد مدة الرئاسة . وتملك دول أمريكا اللاتينية طبيعة خاصة من حيث السلوك السياسي لشعوبها والذي يتسم بالتشابه والقرب الشديد وهو الأمر الذي يبدو جليا من خلال العودة لتاريخ تلك الدول فبرغم المناخي واللغوي في بعض الأحيان الذي تتسم به تلك الدول إلا أن ثقافتها موحدة تماما وهو ما يجعل سلوكها متشابهاً وقد مرت تلك الدول بنفس الظروف من استعمار ثم فترة تحرر ثم فترة ديكتاتورية ثم التحول الديمقراطي الذي ناضلت الحركات السياسية والإجتماعية فيه بكل ما تملك من قوة للوصول إليه في النهاية . إلا أن شكوكا حقيقية ومخاوف لدي المعارضة الليبرالية في تلك الدول تبدو واضحة من العودة مرة أخري لعهد القمع والديكتاتورية خاصة بعد سيطرة رؤساء بميول إشتراكية أو شيوعية علي زمام السلطة في تلك الدول مثل رافائيل كوريا وإيفو موراليس ونستور كيرشنر وكريستينا فرنانديز ولويس ايناسيو لولا دا سيلفا ونيكانور دوارتي ،وهوجو شافيز وإقرارهم العديد من القرارات التي ضمنت لهم سلطة كبري في أيديهم وشكلوا تحالفا قويا فيما بينهم لمواجهة ما يسمونه بالإمبريالية الأمريكية والغربية وحلفائهم في الداخل .