فنان تشكيلي من طراز خاص قام بعمل أشكال فنية بخامات بسيطة غير مكلفة أو ملوثة للبيئة المحيطة بنا والتي تحتوي علي أشياء كثيرة تتطلب منا بذل مجهود للاستفادة منها علي الوجه الأكمل وهو ما فكر فيه علي الفارسي الذي قام بإعادة تدوير الورق ليصنع منه مجسمات متعددة الأشكال والأحجام والألوان.. والتي شارك من خلالها في العديد من المعارض والورش الفنية. بدأت قصة الفارسي البالغ من العمر 54 عاماً منذ صغرة حيث كانت تستهويه اللوحات الفنية التي كان يتأملها لكي يتعرف علي معالمها وكيفية توظيف الألوان مع بعضها للوصول لشكلها النهائي.. وذلك عن طريق استخدام عجينة الورق وقد ظلت هذه الهواية تلازمه حتي بعد تخرجه من كلية الآثار بجامعة القاهرة.. ثم عمل في أحد البنوك وعندما بلغ سن الخمسين قرر التفرغ تماماً لعجينة الورق التي غيرت تفكيره لمفهوم الحياة والتي اعتبرها لوحة فنية مصنوعة من الورق ولا يستمتع بها غير الأطفال. ويشير علي الفارسي إلي أنه قام أولا بتجميع الورق المستعمل وبعد ذلك يتم فرمه من خلال مفرمة الورق أو الغسالة الكهربائية ونضيف إليه الماء لكي يتحول إلي عجينة مخلوط بها مادة لاصقة أو نشا.. وفي النهاية يقوم بتشكيلها علي هيئة فازات.. حصالة.. أي نوع من الخضروات أو الفاكهة.. والأدوات المدرسية.. وكما استخدم عجينة السيراميك والخشب والشمع في صنع كل ما يمكن تخيله من الأشياء التي تحيط بها.. ويضيف بأنه الفنان المصري الوحيد الذي تنشر أعماله في الموقع الفرنسي المشهور عجينة الورق والذي رحب جداً بنشر أعماله المتميزة وكما خصصوا له صفحة لعرض صور لأعماله. ولم يتوقف عند هذا الحد لأنه أراد تعليم الأطفال كيفية صنع هذه الأشكال بأنفسهم فقام بعمل ورشة فنية للأطفال والكبار علي السواء.. وعلي سبيل المثال مكتبة طلعت حرب وعرب المحمدي وبدرخان.. وبالإضافة إلي حرصه علي الذهاب إلي الجمعيات الخيرية التي ترعي الأيتام والفقراء والمرضي مثل جمعية الأطفال مرضي السكر.. ويستعد حاليا للمشاركة في المعرض الذي تنظمه ساقية الصاوي في شهر يناير المقبل.. حيث يقوم بعرض قطع صغيرة من الموبيليا مصنوعة من الورق فقط.. وفي النهاية يحلم بأن يكون هناك جيل جديد من الفنانين يسيرون علي هذا الدرب للوصول إلي العالمية من خلال نمط مختلف من الفن.