أكد حسين عبد الرازق القيادي اليساري والأمين العام السابق لحزب التجمع أن مستقبل جماعة الإخوان المحظورة غامض في ظل ما تشهده من صراعات داخلية بسبب الانتخابات. وتوقع عبد الرازق حدوث انشقاقات جديدة من قبل تيار الاصلاحيين والاتجاه لتشكيل تنظيم خاص بهم في الفترة المقبلة في حالة نجاح القطبيين الجدد في السيطرة علي مقاليد الأمور في الجماعة، فضلاً عن أن دورها في الحياة السياسية سيتراجع بشكل كبير وقد تنسحب منها. كيف تري مستقبل الإخوان في ظل ما تشهده من صراعات عنيفة حاليًا؟ - الخلافات والصراعات الحالية داخل الجماعة ناتجة عن تاريخ قديم بين جيل قديم تعرض للاعتقال في فترة من الفترات ثم أعاد تأسيس الجماعة وهم متأثرون بأفكار سيد قطب ويسيطر عليهم الهاجس الأمني وهم المتشددون أو القطبيون بينما هناك جيل آخر نشأ مع الحركة الطلابية في السبعينيات وكان أكثر اختلاطا بالنقابات وحاول الاتصال بالأحزاب مع نشأتها والتعامل معها مما جعل فكرهم مجددًا بالنسبة للتيارات الأخري وهذا التيار الثاني لديه ميل حقيقي لأن تكون الجماعة تيارًا سياسيا مدنيا وبالتالي ظهرت هذه الصراعات بقوة مع انتخابات الجماعة. من وجهة نظرك.. هل سيؤدي ذلك لحدوث انشقاقات داخل الجماعة مثلما تكرر قبل ذلك في تجربة حزب الوسط؟ - إذا استمر هذا الخلاف بين التيارين قد يحاول الاصلاحيون الانشقاق وتكوين تنظيم خاص بهم، لكن تجربة حزب الوسط غير مشجعة لهم علي ذلك حتي الآن لعدم اعتراف لجنة الأحزاب به أكثر من مرة، ولذلك فمستقبل الجماعة غامض. هل هناك تأثيرات علي ممارسات الجماعة السياسية مع إحكام الفريق المتشدد سيطرته علي الجماعة؟ - إذا تأكدت سيطرة هذه المجموعة المتشددة علي الجماعة ستنسحب الجماعة تدريجيا من الحياة السياسية وقد لا يخوضون انتخابات مجلس الشعب المقبلة وإذا فكروا في خوضها قد يخوضون المعركة باعداد قليلة جدًا وبالتالي سيتأثر نشاطهم بالسلب. وما هو مصير الفريق الآخر من وجهة نظرك ودورهم في ظل هذه الأجواء؟ - إما أن تستمر قياداتهم في النضال للحصول علي مواقع وتحقيق أهدافها أو ينشقوا خارجين عن الجماعة لتكوين تيار جديد ولكن لا تزال هذه الأفكار الإنشقاقية غير واردة علي أجندتهم حتي الآن. اعتمد شباب الجماعة في الفترة الماضية علي المدونات والإنترنت في مواجهة المتشددين، فإلي أي مدي تري نجاحهم في تكريس مبدأ الخروج عن الطاعة بالجماعة؟ - هؤلاء الشباب كان لهم تأثير كبير لاعتمادهم علي المدونات التي كشفوا من خلالها عن كثير من التطورات والخلافات التي تدور داخل الجماعة لكن للأسف هؤلاء يواجهون من قبل تيار آخر من الشباب لديه نفس الميل للتشدد وتكريس مبدأ الطاعة ويحاولون الانتشار أيضا بشكل واسع علي الإنترنت والمدونات. وهل تأثرت مصداقية الإعلام المدافع عن أهداف الجماعة في ظل ما يجري بها حالياً؟ - طرفا الصراع في الجماعة يحتاجان للإعلام في المعركة الحالية وأي خلاف يتم الكشف عنه سينعكس بالسلب علي الجماعة أمام الرأي العام لكنه كشف في ذات الوقت عن أن هناك أكثر من اتجاه داخل الجماعة وأن الأفكار الإرهابية تسيطر علي مجموعة معينة بينما هناك جبهات أخري تسعي لمحاربة هذه الأفكار الخاطئة. وماذا عن مستقبلهم في النقابات المهنية بعد سيطرة التيار المتشدد؟ - سينعكس الأمر عليهم بالسلب وعلي تمثيلهم في هذه النقابات لأن أي محاولات منهم للسيطرة عليها سيعرضهم لصدامات جديدة وبالتالي سيتم تقليص نشاطهم في النقابات. وهل ستلعب الكتلة البرلمانية للإخوان دوراً في هذه الصراعات؟ - هؤلاء احتكوا بالعمل السياسي وخاضوا معارك انتخابية وتدخلاتهم سيكون لها دور في الصراع لكن علينا أن نعرف أن هؤلاء أيضا تياران أحدهما متشدد والآخر إصلاحي. وما موقف الأحزاب والقوي السياسية من الجماعة في هذه التطورات؟ - قبل الانتخابات الأخيرة وتحديداً منذ عام 1995 حتي 2000 كانت هناك لجنة تنسيق بين الأحزاب والقوي السياسية تضم المعارضة الرئيسية والإخوان وبعد ذلك بدأت تيارات تظهر في التجمع والوفد والناصري والعمل ترفض وجود الإخوان أو أي عمل مشترك معها ومع سيطرة المتشددين علي الجماعة يزداد الرفض الحزبي للتعامل معها. وهل سينعكس ذلك علي تعاملات المثقفين أيضا مع الجماعة في الفترة المقبلة؟ - قد تتبدل مواقف بعض المثقفين تجاه الجماعة، لكن سيظل هناك رافضون لفكر الجماعة وفي مقابل ذلك هناك من ينقد فكرها لكن يتعامل معها باعتبارها واقعًا.