شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا علي أن قيام حركة حماس بتصعيد الخلاف مع مصر بسبب الانفاق لا يخدم سوي إسرائيل ومخططاتها. واعتبر الدور الإيراني في القضية الفلسطينية "غير إيجابي". وقال عباس في حوار نشرته جريدة "الراي" الكويتية أمس: إن إسرائيل تريد أن تتخلص من أي التزام تجاه غزة ومعظم قادتها يعملون لكي يكون للقطاع كيانه الخاص لتنفيذ المشروع الإسرائيلي الرامي إلي إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة تقوم في غزة مع ربطها سياسياً لا جغرافياً بكانتونات في الضفة الغربية تقع خلف جدار الفصل العنصري. وخاطب عباس قادة حماس قائلاً: "قوموا نتائج الانقلاب وكم تكسب إسرائيل من الانقسام" داعيا الحركة إلي التوقيع علي الوثيقة المصرية في القاهرة والذهاب إلي الانتخابات الرئاسية والتشريعية باعتباره الطريقة الأمثل إن لم يكن الوحيد لتحقيق الوحدة الفلسطينية. وأكد عباس أن حماس طلبت بالفعل التوقيع علي الوثيقة المصرية لكن في مكان غير القاهرة مكذباً بذلك قيادات حماس التي تنفي هذا الأمر، وتابع "نحن نرفض تبديل مصر لأنها التي بدأت المصالحة والحوار وهي التي ستنهي هذا الملف" مشددا علي أن "مصر المؤهلة وطنياً وإقليمياً وجغرافياً للقيام بهذه المهمة واستمرارها". ومضي يقول إن مصر قالت لقادة حماس تعالوا وقعوا وسنأخذ بعين الاعتبار ملاحظاتكم بعد التوقيع لكنهم رفضوا ثم أرسلوا لنا بشكل رسمي وقالوا نحن مستعدون للتوقيع علي الوثيقة لكن ليس في مصر. وأردف قائلاً "طبعاً نحن لا أخلاقنا ولا ضميرنا ولا مصلحتنا الوطنية والقومية يقبل هذا" وبين أن القضية لدي حماس لم تكن قضية "ملاحظات وإنما هي في مكان التوقيع"، مؤكداً أن "التوقيع سيكون في مصر والمتابعة ستكون في مصر". وأشار إلي أنه عندما يكون قرار حماس بيدها ستتحقق المصالحة إذ لا يوجد أي مبرر لدي الحركة لرفض المصالحة خصوصاً "أنه تأكد لنا أنه لا اعتراض لحماس علي مضمون الورقة المصرية". وكشف عباس عن "معلومات مؤكدة" تفيد بأن حماس تريد أن تنقل المواجهات مع فتح إلي الضفة الغربية. وأعرب الرئيس الفلسطيني عن اعتقاده بأن "الدور الإيراني غير إيجابي" في القضية الفلسطينية منتقداً تعامل طهران مع حماس وليس مع الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. وعلي صعيد عملية السلام قال عباس: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يتقدم حتي الآن بإيجابيات وكل مواقفه سلبية. وأضاف: إن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية في القدسالشرقية غير مقبول إطلاقاً معتبراً أن القدس لا يمكن إلا أن تكون عاصمة فلسطين وقلبها. ورغم ذلك أبدي عباس تفاؤله بمستقبل القضية الفلسطينية خاصة أن هناك تفهماً دولياً غير مسبوق لمواقف السلطة الفلسطينية وأصبحت المطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة سياسة رسمية تطالب بإنجازها كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. وعلي صعيد آخر نفي عباس أن تكون لدي السلطة الفلسطينية حساسية من صفقة تبادل الأسري بين حماس وإسرائيل وإمكانية الإفراج عن القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي مؤكداً أنه يعتبر إخراج أي أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية مكسباً للفلسطينيين. في غضون ذلك كشف قيادي في حماس أن الوسيط الألماني في صفقة الأسري وصل إلي غزة أمس لتسلم رد الحركة علي العرض الإسرائيلي الأخير. ورفض القيادي الذي تحفظ علي ذكر اسمه في تصريحات بثتها وكالة "سما" الفلسطينية وصف العرض الإسرائيلي الأخير بأنه تراجع أو حتي تقدم، مكتفياً بالقول: إن "المفاوضات مازالت مستمرة وسنطرح علي الوسيط الألماني الرأي الذي توصلنا إليه باعتباره الرد الذي يعبر عن موقف الحركة. واعبتر القيادي الحمساوي مساعي إسرائيل من أجل معرفة مكان الجندي الأسير جلعاد شاليط مغامرة أمنية غير محسوبة، وقال علي إسرائيل أن تعيد حساباتها قبل أن تقدم علي مثل هذه الخطوة، لأننا لن نكون علي الإطلاق لقمة سائغة، واصفاً شاليط بأنه صيد ثمين والحركة تحرص تماماً علي عدم التوصل إلي مخبئه. ودعا الحكومة الإسرائيلية إلي الاستجابة لمطالب حماس وعدم إضاعة الوقت والمماطلة بإدخال شاليط في مثل هذه المغامرة المحكوم عليها بالفشل، وقال "علي الشعب الإسرائيلي أن يستعد لجني المزيد من خيبات الأمل من هذه الحكومة مثلما حصل عليها من الحكومات السابقة المتعاقبة. من جانبه أجري خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. ونقلت قناة "العربية" عن مشعل قوله "إن حماس حركة فلسطينية وعربية ولن يكون لها أي دور بديل ومن ثم لا بديل عن دور عربي مشترك"، معتبرا أن اللقاء جاء لإزالة جميع الشكوك بين الطرفين، مؤكدا أن السعودية داعم كبير للقضية الفلسطينية. من ناحية أخري أعلن مسئول حركة فتح في لبنان سلطان أبوالعينين أن إجراءات اتخذت لمنع تنظيم القاعدة من دخول المخيمات الفلسطينية بعد تلقي معلومات عن سعي "جهات خارجية" لتصدير أصوليين إليها وخصوصًا من العراق.