أيد الجنرال الإيراني السابق محسن رضائي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام والمرشح الرئاسي المحافظ في الانتخابات الأخيرة المثيرة للجدل، الشروط التي تقدم بها زعيم المعارضة مير حسين موسوي للخروج من الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، في الوقت الذي واصل فيه محمد علي أبطحي هجومه علي الإصلاحيين، عقب خروجه من السجن وتحوله إلي المعسكر المضاد. وأكد رضائي، من خلال رسالة وجهها إلي المرشد الأعلي للثورة آية الله علي خامنئي أمس الأول، تأييده مبادرة موسوي لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، إلا أنه اعتبر عدم مطالبة موسوي باستقالة أحمدي نجاد يشكل تراجعاً يستحق أخذه بنظر الاعتبار. وحث رضائي خامنئي علي التدخل لإطلاق التوصيات والتعليمات من خلال رسالة أو خطاب موجه للشعب يدعم بذلك "الحركة التي انطلقت بهدف إقرار الوحدة الوطنية وتقارب القلوب والإخاء والتسامح" حسب تعبيره. ويري المراقبون أن رضائي يشير في هذه الرسالة بشكل غير مباشر إلي مبادرة المصالحة التي سبق وأن تحدث عنها هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام لاسيما أن شروط موسوي باتت قريبة إلي حد ما من المقترحات التي أطلقها رفسنجاني في خطبة الجمعة الوحيدة التي ألقاها بعد الانتخابات الرئاسية. ووصف رضائي في رسالته إلي المرشد، شروط موسوي للمصالحة بالمقترح البناء خاصة الجزء المتعلق بمطالبته السلطتين القضائية والتشريعية بإرغام الحكومة علي الخضوع للمساءلة أمامهما، واعتبرها انطلاقة متأخرة إلا أنه من شأنها تحريك جبهة المعارضة نحو الوحدة مع الآخر. كما يعتقد المراقبون للشأن الإيراني أن ثمة أوساطاً إصلاحية تري أن استمرار التصلب في الحركة الاحتجاجية سيدفعها إلي التطرف، الأمر الذي سيسهل علي الحكومة تحطيم الحركة.. ويؤكد هؤلاء المراقبون أن مبادرة موسوي لم تكن وليدة الساعة بل كان ينتظر الظروف الملائمة لإطلاقها من منطلق القوة حتي لا تفسر علي أنها تراجع، وهذا ما وفرت له الأمواج البشرية في مظاهرات يوم عاشوراء. ومن ناحيته، دعا محمد علي أبطحي، نائب الرئيس السابق محمد خاتمي، رئيس الحملة الانتخابية لمهدي كروبي ، أوساط المعارضة الإصلاحية إلي التنديد بأحداث عاشوراء والاعلان عن براءتها منها والابتعاد عن "المشاغبين وحماتهم الأجانب"، حسب تعبيره، بغية تمهيد الأرضية لتحقيق المطالبات المنطقية والمعقولة. وشدد علي أنه لو خيم التطرف علي الأجواء السياسية من شأن ذلك أن يقضي علي الأمن في البلاد، وحذر من أن تصبح ايران مثل أفغانستان والعراق. وطالب أبطحي، الذي غير لهجته تجاه الحكومة بعد خروجه من السجن، بعزل ما اعتبرهم "المتطرفين" وبدء التفاوض مع ما وصفهم "بعقلاء القوم" لإيجاد حل لمطالبات الشعب، مضيفاً أن العنف سيولد العنف المضاد، مؤكداً أن بلاده تشهده تسابقاً للدخول في هذه الدوامة.