بعد رفض إيران للمهلة التي حددها الغرب والتي انتهت أمس الأول لإنجاز اتفاق بشأن تبادل اليورانيوم المخصب, قررت طهران أمس منح مهلة من جانبها للدول الكبري حتي آخر الشهر الحالي للتوصل الي اتفاق. وقال وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي, إن بلاده ستنتج الوقود النووي بمفردها اذا لم يتم التوصل لاتفاق مع الغرب بشأن عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاص بتبادل اليورانيوم المخصب بحلول آخر يناير الحالي, وأضاف في تصريحات للتليفزيون الرسمي أن بلاده بعد انتهاء هذه المهلة ستبدأ تخصيب اليورانيوم علي مستوي أعلي لإنتاج الوقود النووي اللازم لتشغيل منشآتها النووية. وعلي صعيد الأزمة الداخلية في إيران, أصدر كل من الإصلاحي محسن سازكارا الذي يعد من المؤسسين الأوائل للحرس الثوري ومحسن مخلباف, الذي يعتبر ممثلا للاصلاحيين بشكل غير رسمي في الخارج بيانا مشتركا علي موقع فيس بوك, أكدا فيه أن الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي لا يعترف بشرعية حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, ويصر علي تغيير قانون الانتخابات, ويطالب بإعادة الانتخابات الرئاسية الأخيرة, ولم يقدم أي من الاصلاحيين أي ايضاحات تشير الي ما اذا كان بيانهما هو تحليل من جانبهما, أم أن موسوي أبلغهما به شخصيا, واكتفيا بالتذكير بما جاء في البيان الأخير لموسوي والذي عبر فيه عن استعداده للتضحية بحياته في سبيل الشعب الإيراني. ومن جانب آخر, أيد محسن رضائي أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الشروط التي تقدم بها موسوي للخروج من الأزمة السياسية الراهنة في البلاد, وبالرغم من أن رضائي معروف بمعارضته للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, إلا أنه اعتبر عدم مطالبة موسوي باستقالة أحمدي نجاد يشكل تراجعا يستحق أخذه بنظر الاعتبار, وطالب رضائي, في رسالة وجهها الي خامنئي, المرشد الأعلي بالتدخل للحفاظ علي الوحدة الوطنية. ومن ناحيته, دعا محمد علي أبطحي نائب الرئيس السابق محمد خاتمي, الذي أطلقت السلطات سراحه من السجن أخيرا, أوساط المعارضة الاصلاحية الي التنديد بأحداث عاشوراء والإعلان عن براءتها منها والابتعاد عن المشاغبين وحماتهم الأجانب, علي حد تعبيره, وطالب أبطحي, الذي غير لهجته تجاه الحكومة بعد خروجه من السجن بعزل من سماهم ب المتطرفين وبدء التفاوض مع من وصفهم ب عقلاء القوم لإيجاد حل لمطالب الشعب. ومن جهة أخري, طالبت ايطاليا الاتحاد الأوروبي بالضغط علي إيران لإجبارها علي احترام حقوق الإنسان, ولكن دون اغلاق كل الأبواب, نظرا لأهمية طهران فيما يتعلق بأزمات أفغانستان والشرق الأوسط, بحسب تعبيرها. وقال وزير الخارجية الايطالية فرانكو فراتيني في حديث مع صحيفة كورييري ديلاسيرا الايطالية, ان الاتحاد الأوروبي في ظل رئاسة اسبانيا عليه أن يوجه رسالة الي طهران في هذا الصدد, مشيرا الي أن زيارة قريبة الي ايران يقوم بها وفد برلماني أوروبي ستكون فرصة للضغط علي ايران لوقف قمع المتظاهرين. وفي فيينا, صرح دبلوماسي غربي, بأن هناك مشاورات جارية بين الدول الأوروبية لبحث استدعاء السفراء الإيرانيين لدي العواصم الأوروبية للاحتجاج علي قمع السلطات الإيرانية للمتظاهرين.