مع تكرار أحداث "الشو الإعلامي" التي تتبعها الجماعة المحظورة داخل البرلمان والتي كان آخرها متاجرتهم الإعلامية بالإنشاءات الأرضية التي تحدث علي الحدود المصرية عند غزة واصفينها بأنها جداراً فولاذياً، شن نواب الوطني هجوماً حاداً علي نواب الإخوان لأنهم يتشدقون بالديمقراطية.. وهم يتعمدون كل يوم قتلها.. وخير دليل هو غياب الشفافية فيما سمي بانتخابات مكتب الإرشاد. وكانت الجماعة أو من يسمون بنوابها قد حرصوا خلال الفترة الأخيرة علي اتهام نواب الوطني بأنهم أغلبية ميكانيكية تتم إدارتها لتحقق أهدافاً بعينها وتحولت ساحة المجلس في الفترة الأخيرة لما يشبه مضمار التسابق بين نواب الإخوان علي الإساءة لنواب الوطني وحكومتهم. قيادات الوطني الحزبية والبرلمانية اتهمت بدورها عناصر الإخوان بأنها لا تعرف الديمقراطية ولا تقوم إلا بتنفيذ تعليمات الجماعة مؤكدين أن من يقبل يد "مرشد" ليل نهار لا يمكن أن يتحرك بدون تعليمات لا يحيد عنها، مستدلين في هذا السياق بالآراء المتطابقة للنواب حول الموضوع الواحد، والتي تبدو كأنها "استمبات" وليست آراء خاصة. وهاجم النواب أيضاً محاولة بعض وسائل الإعلام إكساب نواب المحظورة شرعية إعلامية بالمخالفة للدستور بالحديث عن حزب لجماعة دينية تخلط بين الدين والسياسة. ورفض المستشار محمد الدكروري عضو الأمانة العامة للوطني محاولات إصباغ الشرعية علي من لا شرعية له موضحاً أن إشاعة هذا الأسلوب من خلال وسائل الإعلام التي تروج لأحزاب الجماعات الدينية من شأنه أن يكرس ثقافة مغلوطة تعطي الشرعية لمخالفي القانون ومرتكبي الجرائم والخارجين عن النظام العام. وطالب الدكروري بأن تكون مساحة الحرية الممنوحة للإعلام محاطة بقدر من المسئولية ومراعاة الدستور الذي يرفض قيام أي حزب علي أساس ديني رافضاً تجاهل الدستور ومواده الحالية باسم الرغبة في تعديله لأن تعديل الدستور لا يكون كل يوم وإنما يحتاج ثباتاً لأنه وثيقة تحتاج لبعض الاستقرار.. ولا يمكن العمل بمبدأ أن كل من يخطر بباله تعديل الدستور عليه أن يضرب به عرض الحائط ويقوم بحملة من أجل تعديله. وقال د. شرين أحمد فؤاد عضو مجلس الشعب إن أداء نواب الإخوان داخل المجلس أكبر دليل علي رفض الجماعة فكرة الديمقراطية التي يزعمون أنها جزء من مبادئهم السياسية موضحاً مشاكلهم الداخلية أكبر دليل علي انعدام الديمقراطية رافضاً الاتهامات الموجهة للوطني بأن أغلبيته ميكانيكية لأن الالتزام الحزبي لا يعني أننا لا نختلف من أجل المصلحة العامة وننتهي في النهاية لرأي يتبناه الأغلبية. وأضاف شرين: "نواب الإخوان يتعاملون بمبدأ ومنطق "رأي واحد وكلمة واحدة" حتي لو اختلفت الموضوعات وتنوعت وكان ال88 نائباً إخوانياً داخل المجلس مجرد نائب واحد! ووجه انتقادات حادة لبعض وسائل الإعلام التي تتبني أفكار العناصر غير الشرعية والمحظورة وتساءل هل السعي وراء كل ما هو غامض يجعلنا نطرح أفكاراً ضد الدستور كتبني بعض وسائل الإعلام فكرة إنشاء حزب لجماعة دينية.. وأجاب قائلا هذا يعكس حالة بعيدة عن النضج السياسي لوسائل الإعلام ولمن يطالبون بالفكرة لأن اللعب بالعواطف باسم الدين مرفوض. وقال إبراهيم الجوجري وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب من يروج لإنشاء حزب لجماعة الإخوان عليه أولاً أن يقنعها بفكرة التخلي عن فكرة الجماعة الدينية التي تتناقض مع الدستور والقانون واستبعد أن تقبل جماعة الإخوان أو غيرها من الحركات الشرعية اللجوء لهذه الخطوة لأنها تصر علي معاداة المواطنة وكذلك علي فكرة خلط الدين بالسياسة، والسماح لجميع الأفراد والمواطنين بالانضمام دون أي قيود لها علاقة بالدين أو الجنس متسائلاً هل ستتدخل وسائل الإعلام لمنع الجماعة الشرعية.. هناك صحف وقنوات فضائية تروج لأفكارهم وتحركاتهم لأسباب لها علاقة بالتمويل والرغبة في الانتشار والحصول علي دعم مادي يساعدهم علي الاستمرار هذا مبدأ مرفوض لأنه لا يستهدف سوي إثارة الرأي العام وإثارة شكل من أشكال الفوضي والفتنة لهدم الاستقرار المجتمعي وثقافة قبول الآخر. وتابع الجوجري: الحملة المبكرة من نواب المحظورة ضد الوطني بوصفهم لها الأغلبية الميكانيكية التي تتعامل ضد مصلحة المواطن تعبر عن إفلاس لأنهم أول من ينساقون وراء أفكار قد تكون بعيدة عن أفكارهم أثناء مناقشة القضايا العامة.. مستطرداً من يقبل يد مرشد هو أول من يأخذ التعليمات من جماعة حتي لو كانت ضد المصلحة العامة فهل يستطيع أحدهم أن يقول رأياً مخالفاً عن الذي تريده الجماعة؟ وهاجمت ابتسام حبيب تعمد البعض إثارة مناخ عام داخل المجتمع يركز علي دعم كيانات غير شرعية سواء من خلال وسائل الإعلام أو غير ذلك من الأساليب.. مستطردة هل نسمح بتقسيم المجمتع لأحزاب علي أساس ديني ثم نفاجأ بتفتته لأنه متدين ويركز بشكل كبير علي العواطف؟! وشددت ابتسام علي ضرورة توعية المواطن بمخاطر هذه الأفكار المتطرفة المبنية علي المزايدات لأن الإعلام يجب أن يكون له دور تنويري وكذلك الأحزاب السياسية الشرعية رافضة أسلوب بعض وسائل الإعلام الذي يقوم علي الهجوم علي نواب الأغلبية لصالح عناصر غير شرعية.. متابعة: مضابط الجلسات خير شاهد علي أداء نواب الوطني لأنه لا يتلاعب بمتاعب ومشاكل المواطن من أجل المتاجرة. وقالت: إن نواب المحظورة يستغلون تواجدهم في البرلمان من أجل خلق شو إعلامي لأن الصوت العالي دائما يبدأ أعلي من الهادئ الموضوعي وما يحدث داخل المجلس دليل علي ديمقراطية إدارته وليس ديمقراطية المحظورة. ودعا د.شوقي السيد أستاذ القانون وعضو مجلس الشوري إلي مناهضة الاتجاهات الداعية لإنشاء دكاكين حزبية خاصة إذا كانت لجماعات تخلط بين الدين والسياسة لأن هذا كلام غير دستوري.