علي خلفية التحالف الذي أعلن عنه القيادي الإخواني عصام العريان من داخل مجلسه علي ذمة القضية 202 لسنة 2010 حصر أمن دولة عليا والمعروفة بتنظيم القطبيين، بين جماعته والجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها د. محمد البرادعي العائد من النمسا بحثًا عن دور علي المستوي الداخلي. شنت قيادات حزبية معارضة هجومًا حادًا علي الجماعة والبرادعي في نفس الوقت، واصفين هذا الأمر بأنه تبدل للمواقف معتاد من الجماعة المحظورة التي اعتادت أن تتلقي أوامر من قوي وجهات غربية. وقال حلمي سالم رئيس حزب الأحرار إن تبدل المواقف الذي يقوم به الإخوان ناتج عن ضيق الأفق السياسي لديهم بعد أن ظنوا أنهم يملكون القدرة علي التأثير في الأوضاع، خاصة بعد تواجدهم داخل مجلس الشعب متغافلين استحالة تكرار هذا الأمر نظرًا لانكشاف الصورة أمام الشارع من خلال ممارساتهم داخل البرلمان التي وصلت إلي حد التطاول والشجار ، وبالتالي فإن الشارع سيبحث عن تغيير الخريطة السياسية داخل مجلس الشعب ومجلس الشوري. وانتقد سالم تحالف «الإخوان - البرادعي» واعتبره ضربًا من التلون في المواقف دون رؤية محددة وأهداف حقيقية وإنما استجابة لأجندات خارجية لا تهدف إلي مصلحة مصر أو إحداث وضع سياسي أكثر ديمقراطية. ومن جانبه قال أحمد جبيلي رئيس حزب الشعب إن الإخوان حاولوا في فترات سابقة السيطرة علي حزبه وإغراءه بمبلغ 2 مليون جنيه من خلال صحفيين عملوا كوسطاء، بجانب رغبتهم في تمويل جريدة الحزب والسماح لهم بالتواجد إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، مشيرًا إلي أن تغيير المواقف سمة ملاصقة لكل تحركات الجماعة المحظورة علي طريقة «الشيزوفيرينيا» قائلا: «هؤلاء إذا دخلوا مكانًا أفسدوه». وأوضح جبيلي أن دعم الإخوان للبرادعي يأتي متسقًا مع توجيهات تنظيمهم الدولي الذي يمتلك شبكة من العلاقات مع قوي أمريكية مختلفة، وإن كان ذلك غير معلن، إلا أن لهم تحالفاً معلناً مع بعض التوجهات التركية، وبالتالي فإن ما يدعو له هؤلاء من أفكار لا يمكن الاقتناع بها نظرًا لأن هذه الأفكار دائمًا ما تسير وفق توجيهات هذه القوي الغربية. وقالت مارجريت عازر أمين حزب الجبهة أنه من الطبيعي أن يغير الأخوان مواقفهم بين ليلة وضحاها، لأن هذا هو النهج المتبع في تعاملاتهم السياسية منذ سنوات طويلة، مشيرة إلي أن هذا التبدل في المواقف يجعل دائمًا ردود أفعال الجماعة غير متوقعة أو محسوبة وهو ما يجعلهم غير مأموني الجانب، بدليل دخولهم في حوار مع حزب مثل التجمع يختلف بشكل كلي عن توجهات وأفكار الجماعة. وتنبأت عازر بسحب الجماعة تأييدها للبرادعي خلال فترة قريبة، في حال ما إذا تبدلت مصالحهم، كما أنه قد يكون الغرض من إعلان هذا التأييد للبرادعي هو اعتقادهم أن الرجل محاط ببعض الهالات الإعلامية التي قد يصيبهم منها جانب، لذا فإن موقفهم الجديد استكمال لحلقات «الشو الإعلامي» الذي يسعون دائمًا إليه. وكشفت عازر عن طلب الإخوان من حزبها فتح حوار معهم علي غرار ما حدث في التجمع والناصري وانتهوا بالفشل، رافضة الإفصاح عن أسماء القيادات الإخوانية التي طلبت منهم ذلك، مشيرة إلي أن الموضوع تم إرجاؤه إلي ما بعد انتهاء فترة الأعياد للعرض علي المكتب التنفيذي في أول اجتماع له للفصل في الأمر، مؤكدة عدم ممانعتها في فتح هذا الحوار رغم عدم وجود أي نقاط للتلاقي فيه بين الطرفين إلا أنه يأتي انطلاقًا من الاقتناع بمبادئ الحزب في الليبرالية والاستماع للرأي والرأي الآخر.