مليون شاب تتراوح أعمارهم بين و29 عاما ويشكلون ثلث سكان العالم العربي.. هذه هي الفئة الأكثر معاناة للمشكلات من تعليم وبطالة واسكان وزواج كما يرصدها كتاب صادر عن معهد بروكنجز بعنوان "جيل في الانتظار..الوعد الذي لم يتحقق للشباب في الشرق الأوسط" لباحثين من مركز ولفنسون للتنمية. ويركز الكتاب بصفة خاصة علي مصر ولبنان وقطر وسوريا واليمن حيث تستفحل المشكلات ويزداد تأثيرها، مشيرا إلي أن معدلات البطالة المرتفعة في هذه الدول تسببت في خسارتها لما يقرب من 31.2 مليار دولار أمريكي (أي حوالي 7٪ من الناتج الإجمالي المحلي) وتقدر نسبتها في فئة الشباب بين 20 و 25٪ علما بأن الشاب قد ينتظر ثلاث سنوات للحصول علي أول وظيفة.. فيشير الكتاب إلي أن 80٪-90٪ من الشباب يعملون في وظيفة غير مناسبة أو غير متوافقة مع شهادتهم التعليمية حتي إشعار آخر.. وتشير احصائيات البنك الدولي الصادرة عام 2008 أن نسبة الذكور الذين يلتحقون بالمدارس الابتدائية مقارنة بنسبة الاناث هي قريبة للغاية وهي 90٪ في المتوسط والتفوق للذكور فيما عدا ايران التي تزيد فيها نسبة الاناث في المدارس عن الذكور وتصل إلي حوالي 100٪ علي عكس اليمن التي تدرس فيها 65٪ تقريبا من الفتيات بالمدارس مقارنة بنحو 85٪ من الذكور. وبالنسبة للتعليم الثانوي، تعتبر البحرين الأفضل في تعليم الذكور والاناث بل تتفوق نسبة الفتيات وتزيد عن 90٪ يليها دول مثل الأردن ومصر وايران والكويت ولبنان. ويأتي في ذيل القائمة المغرب واليمن.. وتري الأغلبية الساحقة من الشباب العرب يرون أن الفساد ينتشر بشكل كبير في القطاع الخاص كما يعتقد الكثير منهم أن الواسطة هي أفضل طريقة للحصول علي وظيفة وهو الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع بعدم سعي الشباب وراء تطوير أنفسهم وتحسين مستواهم،وهي أمور كلها تصب في خانة الجمود الاقتصادي وضعف التنمية. وتعتبر الجزائر هي الأسوأ من حيث البطالة في أوساط الشباب إذ تقترب النسبة من 45٪ عاطلين عن العمل، يليها غزة والضفة الغربية ثم اليمن وتونس والسعودية والأردن ومصر وفق احصائيات جمعها الباحثان مؤلفا الكتاب بناء علي أرقام رسمية.. وعن الزواج، يوضح الكتاب أن حوالي 50٪ من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 هم من غير المتزوجين ويؤكد أن "سوق الزواج يرتبط ارتباطا وثيقا بسوق العمل وسوق التعليم وسوق الإسكان" فجميع المشكلات مترتبة علي بعضها البعض بشكل أو بآخر.. ويقترح الكتاب علي الحكومات العربية وضع خطط قوية للتنمية والالتزام بها شريطة إشراك الشباب فيها لأن حالة عدم الرضا السائدة تعوق أي مشروعات لاصلاح الوضع المتردي للتنمية في الشرق الأوسط مؤكدا أن فشل المجتمعات في خلق الأمل وتحقيق الازدهار لشبابها يعوق التنمية المستقبلية ويعرض مستقبل المنطقة للخطر.