لم أشاهد سيمفونية الحب علي شاشة التليفزيون وأولاد المحروسة مصر يعزفون سيفونية النصر بالأعلام المصرية في استاد القاهرة لنفوز في مباراتنا مع الجزائر.. وإن كنت أحاول بفرحة الشعب الطاغية التي غمرتني في سرير المرض أن أنتصر علي ألمي الفادح.. فقد سرقت غيبوبة الألم مني الرؤية حتي لو كنت أنظر في الشاشة - وأنا أدعو الله ألا يري أحد منكم هذا الألم الفادح الذي هبط فجأة علي - ليذكرني بالألم الذي شعرت به عندما كنت أحج لبيت الله الحرام.. وفي نهاية مناسك الحج.. سقطت مريضا.. وحملوني إلي حجرة الإنعاش بمستشفي الملك عبدالعزيز.. وقيل لي إنها قد فتحت من أجلي.. ليقول لي أحد الأطباء الذين تولوا علاجي وكان قد حارب في معركة 67 في سيناء - وأنا أتماثل للشفاء - مثل حالتك لا نستقبلها لأنه لا أمل في الشفاء.. وتحتاج إلي معجزة.. وكانت المعجزة.. ونجوت من موت محقق وعدت إلي عملي بمجلة الإذاعة والتليفزيون ولكن فرحة الناس.. هذه المرة.. قد اقتحمت غيبوبة الألم.. لقد كان فوزنا الأول.. في مباراة كرة القدم مع الجزائر وكما لو أن المصريين قد اكتشفوا سيمفونية الأعلام المصرية.. مع أن هذه السيمفونية كنا نعزفها ونحن صغار في المدرسة - نحمل الكتب في أحضاننا قبل أن ندخل إلي فصولنا في تحية - الصباح.. ولا أدري كيف لم نعد نسمعها تعزف عزفاً جماعياً كما كانت تعزف في الماضي.. فقد كانت من تقاليد المدرسة تحية العلم.. المهم أنني سعيد لأن هذه السيمفونية تستيقظ مع نهضتنا وتعزف - الآن - من جديد والصديق العزيز الدكتور علي الدين هلال يدعو لإيقاظها.. وليصبح العلم المصري في كل يد.. والفخر بمصريتنا قانون حياتنا. ويقول إننا أمام فرصة تاريخية كشف فيها الشباب المصري عن معدنهم الأصيل وعن شعورهم العميق إزاء بلادهم.. ونحن لا نريد أن تكون مجرد لحظة مؤقتة أو عابرة.. وعلينا أن نستثمرها لخير شبابنا ومستقبلهم.. ولنلتف جميعا حول العلم في حب مصر.. ومن أجل هذه مطلوب من السيد رئيس الوزراء أن يوجه كل الوزراء ليتأكد من رفع العلم علي جميع المباني الحكومية.. وأن يكون مرفوعا علي صارٍ مرتفع والعلم في حالة جيدة.. ومطلوب من السيد وزير التعليم أن يتأكد من أن العلم المصري قد رفع علي جميع المدارس في كل المحافظات وأن تحية العلم تؤدي كل صباح.. إن العلم هو المواطنة.. والمواطنة هي الكلمة الأولي في دستورنا.. وأتذكر أمريكا التي تحكم العالم بالعلم الأمريكي ونحن لا نريد أن نحكم أحداً.. بل كل ما نريده هو أن نجد موقعنا الذي نستحقه علي خريطة العالم بحضارتنا وتاريخنا الحديث وسلامنا الذي نؤمن بأن يسود العالم الذي نعيشه ونضحي من أجله.. ويظل علمنا المصري مرفوعا.. وأنا أضم صوتي إلي صوت الدكتور علي الدين هلال.. بأن نرفع العلم ونفخر بمصريتنا.. فالعلم المصري.. هو نهضتنا.. و فخرنا.. وأن يسود الإحساس بأن العلم حاضر معنا في كل لحظة من حياتنا اليومية.. إن العلم الذي رفعه محمد أفندي بعد تحرير سيناء ينبغي أن يكون في كل يد.. وفي كل موقع من مواقع نهضتنا.. ونتوحد حوله جميعا في حب مصر.. فهل ندعو إلي حملة قومية.. فنحن لا نريد أن تكون صحوة العلم التي نراها بين حين وآخر في فوز مؤقت.. بل تكون كل حياتنا.. العلم فوق هاماتنا في كل لحظة من حياتنا.. لأنه وجودنا وفخرنا.. فهل نبدأ؟.. لتكون سيمفونية النصر بالأعلام المصرية كل أيامنا.. وليست مجرد لحظات عابرة نفوز فيها في استاد كرة.