صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن بأنه بحث أمس خلال لقائه مع الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ كل القضايا التي تهم الجانبين وفي مقدمتها عملية السلام وكيف توقفت وكيف يمكن دفعها إلي الأمام وما هي المطالب التي يجب أن تتحقق لدفع هذه المسيرة بما في ذلك ضرورة وقف الاستيطان اضافة إلي ضرورة الالتزام بالمرجعية التي سبق الاتفاق عليها مع الحكومة الاسرائيلية السابقة والادارة الأمريكية السابقة. وأوضح في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة أمس أن المفاوضات التي أجراها الجانب الفلسطيني مع إسرائيل تمت استنادا إلي تلك المرجعية إلا أنه وللأسف تسعي الحكومة الاسرائيلية الحالية إلي العودة لنقطة الصفر، ونحن نؤكد أنه لا يمكننا أن نعود الي نقطة الصفر. وأضاف أن المحادثات تناولت المصالحة الفلسطينية، التي ترعاها مصر موضحا أن حركة "فتح" قامت في منتصف أكتوبر الماضي بالتوقيع علي الورقة المصرية لكن حركة "حماس" رفضت التوقيع. وحول رؤيته للخروج من الدائرة المغلقة التي تدور فيها جهود المصالحة الفلسطينية حاليا قال أبومازن: عندما تشعر الاطراف الاخري أن هناك مصلحة فلسطينية عليا يجب اعطاؤها الأولوية وعندما تفكر وتنطلق هذه الأطراف فلسطينيا أما وأن نظل رهائن لأجندات أخري فإن الوضع سيتأخر ويطول.. والوثيقة المصرية موجودة من يريد أن يوقع عليها فليتفضل. وحول موقف السلطة الفلسطينية من قرار الاتحاد الأوروبي الأخير بشأن القدس قال أبومازن إن المشروع السويدي الذي كان مطروحا في البداية علي الاتحاد الاوروبي كان جيداً بحيث وضح بشكل لا لبس فيه ولا غموض مسألة القدسالشرقية، إلا أن الصيغة الاخيرة التي صدر بها القرار مع الأسف جاءت مبهمة، وأعرب عن أسفه من أن مواقف بعض الدول الاوروبية لم تكن علي مستوي المواقف السابقة في الثمانينيات والتسعينيات. وأضاف أنه يمكننا وصف القرار بالصيغة التي صدر بها بأنه قرار مهم إلا أنه لا يصل الي مستوي المسودة التي وضعتها الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي والتي كنا موافقين وراضين عنها. وحول المطلوب عربيا لتفعيل القرار العربي الخاص بالتوجه إلي مجلس الأمن لاستصدار قرار بإعلان الدولة الفلسطينية علي حدود 67 وعاصمتها القدس، قال أبومازن إن الدول العربية ممثلة في لجنة المتابعة العربية قد اتخذت هذا التوجه، لكنه لايزال يحتاج إلي بلورة وعندما تتم بلورته في الاجتماع القادم لوزراء الخارجية أو للجنة المتابعة سوف نذهب به إلي عدد من الدول الكبري، مثل الولاياتالمتحدة وروسيا والصين والدول الفاعلة، قبل أن نذهب به إلي مجلس الامن. وأشار الي أن هناك من يزعم أن هذه خطوة أحادية من الجانب الفلسطيني ولكن الواقع أنها ليست خطوة فلسطينية ولا خطوة أحادية بل هي رؤية عربية ستعرض علي مجلس الأمن. وأضاف أن الواقع يؤكد أن الخطوات الحالية علي الأرض هي تلك التي يقوم بها الاسرائيليون علي غرار ما يقومون به عندما يبنون المستوطنات هنا وهناك ويخربون المنازل الفلسطينية وينشرون الحواجز وهي كلها خطوات أحادية مجحفة تضر بمفاوضات الوضع النهائي. وحول توقعاته لصفقة تبادل الاسري الفلسطينيين مقابل الجندي الاسرائيلي شاليط قال أبومازن إننا كسلطة فلسطينية لسنا طرفا في المباحثات بشأن هذه الصفقة، ولكن بحسب علمنا هناك أحاديث تجري الآن تتعلق بتفاصيل الصفقة بين الأطراف المعنية من خلال الشقيقة مصر اضافة الي الوساطة الألمانية، مشيرا إلي أن الطرفين مازالا يتوقفان الآن أمام هذه التفاصيل المتعلقة بأعداد وطبيعة الاشخاص الذين سيتم اطلاق سراحهم، لكنني أستطيع القول الآن أنه لاتوجد صفقة. وحول ما إذا كان هناك تراجع في الموقف الامريكي بشأن المستوطنات قال إن الرئيس أوباما أوضح في خطابه بالقاهرة إنه لابد من وقف كامل للنشاط الاستيطاني بما في ذلك ما يسمي بالنمو الطبيعي للمستوطنات معربا عن أسفه لأن هذا الموقف لم يعد الآن كما كان في السابق لأن حكومة نتانياهو رفضت ذلك بشكل قاطع، مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة اتفقت مع الاسرائيليين علي وقف شكلي للاستيطان باستثناء القدس وثلاثة آلاف وحدة سكنية والمباني العامة والحكومية. وأضاف أبومازن أننا لا نقبل بتلك الصفقة ونعتبر الاستيطان لايزال مستمرا وكانت جلسة المباحثات المصرية الفلسطينية بين الرئيس مبارك وأبومازن قد عقدت بحضور د.أحمد نظيف رئيس الوزراء ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان، كما حضرها من الجانب الفلسطيني د.صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية وعزام الأحمد رئيس كتلة "فتح" في المجلس التشريعي رئيس وفد الحركة في حوار القاهرة ود.بركات الفرا سفير فلسطين لدي القاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية، ونبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية.