شدد د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب علي أن الهجرة عامل مهم للتحول الاجتماعي في جميع مناطق العالم، لافتًا إلي أن هناك دوافع للهجرة كثيرة أهمها تناقض معدلات السكان والافتقار إلي الأيدي العاملة، بالإضافة للقيود التي توضع في مواجهة الظاهرة لأسباب قد تكون أمنية أو سياسية أو ثقافية. وأضاف خلال كلمته الافتتاحية لجلسات منتدي الحوار العربي الأفريقي حيث الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي بدأ فعاليته أمس بالمشاركة بين المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنظمة اليونسكو لمناقشة ظاهرة الهجرة داخل العالم العربي والأفريقي بأن الظاهرة ترتبط بالتنمية من جانب وحقوق الإنسان من جانب آخر، لأن الهجرة تسمح بتطبيق مبادئ السوق الحرة علي الموارد البشرية في حين أن الحق في التنقل والعمل هما من البنود الأساسية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ووجه سرور انتقادات لاذعة لعدم قبول دول الشمال لاتفاقية حقوق العمال والمهاجرين لعام 1990، قائلاً: إن مصر من أولي الدول التي صدقت عليها ولكن أدي افتقاد صفة العالمية في الاتفاقية الخاصة بحقوق العمال والمهاجرين وأفراد أسرهم إلي تعرض هؤلاء للإساءة معتبرًا أن ذلك كثف من ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان، وتقلص البيئة الدولية المؤدية لضمان كلفة هذه الحقوق. واستطرد أن كثيرًا من الدول تعمل بعكس ما تتحدث به حتي أصبح حوار الثقافات حديثاً يراد به تجميل الفكر دون التعبير عن أي واقع عملي مؤكدًا أن هذا يقود لتصاعد موجات العنصرية وكراهية الأجانب. وشدد سرور علي أن الحد الأمثل لخروج أفريقيا من مأزق التنمية يأتي من خلال تشجيع الهجرة إليها ومساعدتها علي التنمية الاقتصادية للمقدرات الكامنة لديها بدلاً من النماذج المستوردة. وأضاف أن ما تعرضت له أفريقيا من عمليات النهب الاقتصادي والحضاري سبب أساسي في أزمة التخلف التي تعانيها دولهم، مطالبًا بالتعاون الوثيق بين الجنوب والجنوب للنهوض بثروات قارة أفريقيا. من جانبها أعربت إيرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة اليونسكو عن بالغ سعادتها للقائها أمس بالرئيس محمد حسني مبارك معتبرة أن الحوار كان مثمرًا بشأن التطور الذي تشهده المنطقة العربية والدور الذي تلعبه اليونسكو، مشيدة بجهود السيدة سوزان مبارك برعايتها لهذا المنتدي وجهودها في النهوض بأوضاع النساء والفتيات بالمجتمع العربي. وشددت إيرينا علي أن اليونسكو يعمل في ثلاثة جوانب هي: مكافحة الأسباب الخطيرة للظاهرة وتعزيز التمسك الاجتماعي وتدعيم مبدأ التعددية. من جانبها شددت عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة علي أن الوزارة اتخذت في الآونة الأخيرة خطوات لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتطبق عدة مجالات لتدريب الشباب وتأهيلهم للهجرة للخارج وتحسين صورة المهاجر والحد من العنصرية وتكريس التفاعل مع الآخر، بينما دعا بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان لإجراء دراسات بشأن الهجرة العربية الأفريقية وكيفية الدفاع عن المهاجر العربي من دولة لأخري. من ناحية أخري شدد د.أحمد فتحي سرور علي ضرورة نشر الثقافة القانونية المؤكدة علي احترام الحقوق والحريات في جميع أنحاء العالم بحيث لا تكون مقصورة فقط علي الدول الناطقة بالفرنسية، مشيرا إلي أنه بذل أقصي ما في وسعه لتفعيل ذلك خلال فترة رئاسته لمعهد القانون الفرنسي كأول رئيس غير فرنسي له.