استضاف "بيت السحيمي" كلا من الكاتب خالد الخميسي والناقد هيثم الحاج علي، وذلك لمناقشة رواية سفينة نوح، في حضور أستاذ المسرح ومدير مركز إبداع "بيت السحيمي" الدكتور نبيل بهجت. وصف هيثم الحاج علي "سفينة نوح" بأنها رواية تفجر الهموم، وتعبر عن اللحظة الراهنة، ويري أنها تمثل امتدادا لرواية "ذات" لروائي الكبير صنع الله إبراهيم، تناقش قضية وطن فقد قضيته في بداية التسعينيات، وها هو الخميسي يركز في روايته علي الأعراض التي تنبئ بوجود مرض عظيم تعاني منه الأمة، ولكن بكتابة مختلفة عن "ذات"، وأسلوب جعل لروايته مجازها الخاص.. وأضاف: معظم شخصيات رواية "سفينة نوح" من الطبقة الوسطي، تلك التي تؤثر أوضاعها في أحوال الكتابة، فإن كانت ثائرة يقظة يزدهر فن "الرواية"، وإن كانت تعاني الكبت يزدهر فن "القصة القصيرة"، وهو ما حدث بالفعل منذ أحداث ثورة 1919 وحتي بداية التسعينيات، حيث ازدهرت القصة القصيرة طاغية علي الرواية، ثم انقلب الحال لصالح الرواية بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة "نوبل"، وتبني الدكتور جابر عصفور نظرية أننا في "عصر الرواية" وليس القصة القصيرة، فضلا عن النظرة الأزلية للقصة القصيرة باعتبارها تمهيدًا لكتابة الرواية، وظهور من يكتبون الرواية بعناصر القصة القصيرة، وهذا ينطبق علي "سفينة نوح" التي كتبت بتقنية الأصوات، وبلغة 60٪ منها بالفصحي، و40٪ عامية، حسب تقدير الكاتب، كما ختم الكاتب روايته بأسلوب يعيدك لبدايتها وهو ما يسمي بتقنية الدوائر.. من جانبه، انتقد خالد الخميسي غياب الرؤية النقدية في الوسط الثقافي قائلا: فن الرواية في الأصل يعتمد علي الحقائق، وإن تم تغييرها، وكل الروائيين العظام اعتمدوا علي خلفيات حقيقية لرواياتهم سواء اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، تأثر بها الأبطال وتفاعلوا معها. وأضاف: ارتبطت عائلتي بصلات صداقة قوية بالكثير من كبار المبدعين، كنا نتبادل الزيارات، ولنا ذات المعارف والصداقات، لذا ونتيجة لهذا الاختلاط العائلي أقول إن كثيرًا من قصص نجيب محفوظ يوسف إدريس اعتمدت علي قصص حقيقية أعرف أبطالها، وعلي سبيل المثال فإنني أعرف أبطال فيلم "لا وقت للحب" بالاسم.. وتحدث الخميسي عن الازدهار الذي يشهده المشهد الثقافي حاليا فقال: في سبعينيات القرن الماضي، كانت المكتبات ومنافذ الكتب تغلق أبوابها الواحد تلو الآخر، ولكني الآن أري الأمر مختلفا، فذات المنافذ تعاود فتح أبوابها وبوفرة، كما أصبح بإمكاننا الاستماع إلي الموسيقي بأنواعها وأشكالها دون قيود في أي وقت، وشباب اليوم مختلف تماما، منفتح علي الثقافات، محب للتعلم، ورغم انتشار القبح فإن الأجيال الشابة عرفت كيف توجد لنفسها مناطق جمال، خاصة أنها ولدت في لحظة متأزمة لم يستسلم لها، واختار إيجاد الحلول لها. الدكتورة سحر الموجي قالت في مداخلة لها أن الخيال في القصة بلغ مداه في الفصلين الأخيرين، بينما قل كثيرا في باقي الفصول، الأمر الذي جعلها تتمني لو كان الخيال موجودًا بذات الدرجة من الفصول الأولي.