نشأ المسرح المصري (خاصا) بمعني أنه يملكه شخص وينفق عليه شخص يعني مسرح له صاحب بفلوسه يمثل أو يخرج وقد ينتج - وطبعا لازم يكسب كان عندنا فرقة رمسيس ليوسف بك وهبي وفرقة نجيب الريحاني لصاحبيها نجيب الريحاني وبديع خيري. ويعمل الجميع مخرجون وممثلون وممثلات وكتاب تحت إمرة صاحب الفلوس فهو صاحب الأمر والنهي. وكانت ثورة الممثلين في عشرينيات القرن الماضي للخروج عن استبعاد النجم صاحب الفرقة والسعي لدي الحكومة لعمل فرقة تابعة للدولة وقد كان تكونت أول فرقة تابعة للدولة هي نواة المسرح القومي عاشت واشتهرت وقدمت أعظم أعمال المسرح المصري وضمت الفرقة أشهر نجوم المسرح والسينما بمصر. ويمضي المسرح خلال ثورة يوليو ويصبح من أهم عناصر الثورة تدعمه وتحترمه وتخاف منه وتضع له ألف اعتبار إن طال لسانه أو لامس النقد المسرحي جانبا من جوانب (النظام). وعندما يشتد اهتمام الدولة بالمسرح تفتح مشروعًا مهما هو فرق التليفزيون المسرحية لتتسع دائرة المشاهدين والكتاب والمخرجين والممثلين وتتعدد الفرقة المسرحية ويظهر جيل جديد ومثقف من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية ليحتل له مكانا تحت الضوء ويعمل كموظف لدي الحكومة. توسعت الدولة في توظيف الممثلين والممثلات وحتي عناصر الرقص والاستعراض وكذلك عناصر العاملين بالسيرك القومي. أضافت الدولة إلي مسئولياتها مسئوليات جديدة - وإدارات متسعة ومسارح ودور عرض. وبعد أزمة 67 بدأت يد الدولة تتراخي عن العناية بالمسرح قل لم تعد تحفل به أو قل لم يعد المسرح يحفل بالدولة وعادت أفكار الانفصال الفني عن الدولة. وظهرت من جديد الفرق الأهلية والتي كان من أهمها وأفضلها فرقة الفنانين المتحدين والتي سحبت عناصرها المتميزة من مسرح الدولة وسحب الانتاج التليفزيوني للمسلسلات البقية الباقية وبدأ المسرح يتراجع وطار من طار من كل مطار إلي الرزق الأوفر في الخليج تمثيلا أو تدريسًا وبدأ المسرح يترنح أعني مسرح الدولة لكن صمد مسرح القطاع الأهلي أو القطاع الخاص وظهرت فرق جديدة مثل الكوميديا المصرية وفرقة أمين هنيدي واستمرت فرقة الريحاني واسماعيل ياسين وفايز حلاوة وتحية كاريوكا ومسرح الفن للمخرج الكبير جلال الشرقاوي وفرقة محمد صبحي وامتد نشاط الفرقة في ظل الرواج الاقتصادي وارتفعت اسعار تذاكر المسرح وأجور الفنانين وبرز في قمة المسارح عادل إمام سمير غانم وانقرضت فرقة الثلاثي واختفي أمين هنيدي واسماعيل ياسين وحقق مجموعة من المنتجين الجدد نجاحًا كبيرا بعروض جذابة من هؤلاء عصام إمام والذي ارتبطت أكثر مشروعاتها المهمة به وكذلك محمد فوزي وعماد الباشا وعادل حسني وأوسكار المسرح الأهلي أو الخاص حقق نجاحات كبيرة وأموالا كثيرة. واليوم انظر حولك تجد المسارح مغلقة انهار المسرح الأهلي قل تماما - تماما - ولم يعد به إلا بضعة مسارح تحارب الكساد والرقاد واعتقد أنه خلال أعوام خمسة مقبلة لن تجد مسرحًا أهليا واحدًا لم يعد بالساحة من المحاربين إلا عادل إمام وسمير غانم وأحيانا أحمد بدير. وإذا حاولت مراجعة ما بقي من متعة المسرح التجاري الأهلي الخاص فتابع قنوات التليفزيون الأرضية والفضائية فلن تجد إلا مجرد (إعادات) لأعمال مر علي انتاجها علي الأقل سبع سنوات .. العاملون بالمسرح الأهلي يعانون البطالة والمنتجون لا يريدون الخسارة والجمهور هو الخاسر الوحيد والنجوم عسكروا في استديوهات التليفزيون .. وخلاص.