فكر الروائي فؤاد قنديل كثيراً قبل أن يجيب علي السؤال عن مصير مكتبته، إلي أن حصر الإجابة علي أسرته، ابنته تعمل مذيعة في القناة الثقافية، وابنه يعمل في شركة بترول ويفضل الكتب السياسية، وكما يقول يتحدث في السياسة أفضل من كبار السياسيين، وزوجته التي تعمل موجهة بالتربية والتعليم لمادة التربية الفنية، واستثني ابنته الكبري التي تعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية، المشبعة بالقراءة في مجالها الطبي باللغة الانجليزية، ويري أن توريث المكتبة للاولاد يختلف من شخص لآخر، فهناك أولاد بعد موت الوالد يحملون هذه الكتب إلي سور الأزبكية أو بائع "الروبابكيا"، بينما يعتبرها آخرون ثروتهم إذا كانوا يسيرون في نفس الطريق الثقافي. نشأت مكتبته علي استحياء منذ وصوله القاهرة، بعدما كانت مجرد رفين من الكتب علي حائط منزله ببنها، جمعهم من سور الأزبكية أثناء زياراته الأسبوعية إلي القاهرة لحضور صالون العقاد. كان كتاب أغان ل"أم كلثوم" أول كتاب قمت بشرائه من سور الأزبكية وكان سعره قرش صاغ، ووصل عدد الكتب التي جمعتها حتي عام 1979 حوالي سبعة آلاف وخمسمائة كتاب، قد يكونون تجاوزوا الآن العشرة آلاف. يعتقد قنديل أن هناك كتبا لا يحتاج الفرد لإعادة قراءتها، وفي الوقت نفسه لا يمكن التخلص منها، وعن هذه الكتب يقول: "تراكمت الكتب في كراتين، وتعرضت إما للضياع أو السرقة نتيجة تنقلي من شقه لأخري، ومن ثم انتبهت إلي أنه لا يصح الاحتفاظ بكل الكتب، فشقتي الكائنة في منطقة ميت عقبة ممتلئة بالكتب حتي الحمام، وبدأت بتصفياتها كل عامين، حيث أستغني عن الكتب التي لا أحتاجها أو الكتب التي لا تناسب تفكيري حالياً". يصف قنديل الكتاب بأنه كحقنة فيتامين أو زجاجة جلوكوز، بمجرد الجلوس أمامه لا يريد الفرد أن يأكل أو يشرب، فكثيراً ما يستعير الكتاب ثم يعود ويشتريه، ويعتقد أن رؤية الكتاب تحوي تحريضاً وإثارة واستفزازاً، ويربط قنديل بين القراءة والكتابة قائلا: "قبل كتابة رواية جديدة، أقرأ حوالي من 20 إلي 30 رواية من أعلي مستويات الرواية في العالم". يعتبر قنديل مكتبته نوعية، تميل إلي الأدب والفلسفة، فهي إن كانت تضم جميع المجلات، فإنها بكميات قليلة بالمقارنة بالأدب والفلسفة، ففي مجال الطب لدي كتابان، وفي علم الاجتماع 20 كتابا وفي الرواية 1000 كتاب وفي الشعر 500 ديوان بالإضافة إلي 400 مجموعة قصصية، ويشير قائلاً: "لا يوجد كاتب يستطيع أن يستغني في مكتبته عن الكتب الفلسفية والتاريخية". تعجب قنديل من بعض الأدباء الذين يمتلكون مكتبات عدد الكتب فيها يعد علي الأصابع، نتيجة اعتمادهم علي الاستعارة، وعلي النقيض أعجب بمكتبات أدباء آخرين ومنهم: محمد سلماوي، وحسن حنفي، وحسن طلب، وصلاح قنصوة. ومن أكثر الكتب التي يتردد عليها قنديل في مكتبته كتاب "المسيح" لعباس العقاد، و"الكتاب المقدس" لأنه يمثل تاريخًا، و"الشوقيات" ليغذي نفسه بلغة شوقي، كما يرجع إلي الموسوعات ومنها موسوعة "اليهودية والصهيونية"، وموسوعة "المرأة" فهو يحب المرأة كمخلوق له إنجازات تاريخية.