حالة من القلق أثارتها كل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية داخل الحزب الناصري ورغم الأزمات الداخلية التي يمر بها بسبب دعوي بطلان الانتخابات والمقرر الحكم فيها في 22 ديسمبر، توجد اتجاهات مختلفة داخله إحداها يصر علي خوض الانتخابات وأحدها قرر المقاطعة مبكراً وثالث يرفض حسم موقفه حتي الآن. اللافت أن جبهة الإصلاح دخلت في سياق الأزمة لتحفز عناصرها في المحافظات علي فكرة المقاطعة بدعوي عدم نزاهة الانتخابات لعدم وجود اشراف قضائي في حين أنها ترفض أن تكون المشاركة في الانتخابات علي حساب حسم مستقبل الحزب من حيث إجراء انتخاباته الداخلية علي جميع المواقع. ورفض د. محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية الفكرة التي دعت لها عناصر بجبهة الإصلاح لمقاطعة الانتخابات وكذلك الفكرة التي دعت لها بعض الحركات قائلاً المقاطعة غباء سياسي لأن الأحزاب مهمتها الأساسية هي خوض الانتخابات وليس مقاطعتها والبحث عن ضمانات للنزاهة هو الحل الوحيد. وقال إنه من المبكر مناقشة الموقف من الانتخابات الرئاسية قبل أن يحسم موقفه من الانتخابات البرلمانية وفق المادة 76 من الدستور والتي تؤكد علي ضرورة أن يكون للحزب أعضاء بمجلس الشعب والشوري متسائلاً كيف نتحدث الآن عن شيء لا نملكه ولا توجد لدينا آليات تنفيذه؟ والحديث الآن عن انتخابات الرئاسة يعد رجماً بالغيب. وفي الوقت الذي شهد فيه الحزب مناقشات بين أحمد حسن الأمين العام وعدد من قيادات الحزب حول الانتخابات الرئاسية وانتهي لضرورة عدم الحديث عن مرشحين من خارج الحزب طالبت قيادات بضرورة عدم خوض الانتخابات الرئاسية حتي لو حصد الحزب مقاعد برلمانية مثل جمعة حسن القيادي بجبهة الإصلاح الذي طالب بمقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لغياب الاشراف القضائي علي الثانية. وظهر اتجاه جبهة الإصلاح المؤيد لفكرة المقاطعة في المحافظات أيضاً حيث أعلنت أمانة البحيرة طبقا لما قاله جمال منيب عن فكرة مقاطعة الانتخابات البرلمانية موضحاً أن 11 محافظة تضم عناصر الجبهة ستلجأ لنفس الأسلوب خلال الانتخابات القادمة. ورفض فاروق العشري القيادي بالجبهة أن يكون الحزب قنطرة أو أداة في يد المستقلين الراغبين في نزول الانتخابات الرئاسية مستطرداً الحزب لديه كوادر وإذا كانوا قد هجروه الآن فسنعيدهم مجدداً ولا ننتظر من يهبطون علي الحزب بالباراشوت. من جانب آخر شن عدد من قيادات وشباب الحزب هجوماً حاداً علي د. محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب بسبب تصريحاته التي اعتبروها إهانة للناصري وتنم عن عدم وعي سياسي بشأن التفكير في ضم محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحزب للترشيح علي رئاسة الجمهورية. وأصدر عدد من شباب الحزب بياناً ينتقدون فيه تجاهل نائب رئيس الحزب للكوادر الناصرية الموجودة داخل الناصري أو خارجه مطالبين اياه بالحديث أولاً عن الاستعدادات للانتخابات البرلمانية خاصة أن الحزب لا يمتلك أي مقاعد في البرلمان حالياً. علمت روزاليوسف أن أبو العلا ناله جانب كبير من الهجوم الناصري طوال الأسبوع الماضي بسبب هذه التصريحات المسيئة للناصري مما دعاه لأن يتراجع عن كلامه ليؤكد أن ذلك رأيه الشخصي بعد أن تورط أمام جميع القيادات. وقال د. محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية إن كلام نائب رئيس الحزب ينم عن عدم وعي سياسي باعتبار أن البرادعي جذوره وفدية وكذلك عمرو موسي رجل الحكومة والحزب الوطني ونحن كحزب ناصري لا نستطيع في هذه اللحظة الحديث عن مرشح للرئاسة لأننا لا نمتلك أي أعضاء في البرلمان وبالتالي هذا الكلام غير دستوري معتبراً أن هذا الكلام للاسف يدل علي أنه لا يفهم سياسة ويضر به شخصياً كنائب رئيس الحزب الناصري. ودعا إلي ضرورة أن تكون التصريحات السياسية للقيادات الحزبية مدروسة بمعني أن تعرف ما تقوله في الوقت المناسب وبناء علي حقائق موضوعية دون الانسياق وراء كلام عامة الناس وكأنك تتسول قيادة لكي تأتي للحزب مشيراً إلي أن ذلك لا يجوز أن يصدر من قيادة حزبية. وقال فرحات جنيدي رئيس ما يسمي جبهة شباب ناصري من أجل التغيير إن بيان الجبهة تضمن انتقادات عديدة لتصريحات أبو العلا لأنه يعترف بعدم وجود كوادر ناصرية حتي من هم خارج الحزب الذين لم يحصلوا علي صك العضوية في الحزب رغم أن عددهم أضعاف من ينتمون للحزب الذي جمع جميع المستفيدين من قميص عبد الناصر. من جانبه دافع د. محمد أبو العلا قائلاً: تحدثت عن موقفي الشخصي وهذا ليس رأي الحزب وموسي والبرادعي يعتبر أنه بمثابة كنز إذا انضما للناصري لأن ذلك مشروع يخدم مصلحة مصر. وأضاف: لا يعني ذلك وجود قيادات ناصرية تصلح لخوض الانتخابات وكان هناك الكثير من الكفاءات التي مارست العمل السياسي داخل الحزب.