أثبت التاريخ أن هناك شيئين فقط بإمكانهما تحريك المصريين ليخرجوا ويتظاهروا في الشوارع.. الشيء الأول هو الخبز والثاني هو كرة القدم، هذا هو ما أكدته الأحداث هذا الأسبوع بعد هزيمة المنتخب المصري أمام منافسه الجزائري اللدود وفقدانه لبطاقة التأهل لكأس العالم الذي يجري العام المقبل في جنوب افريقيا فقد خرج الناس ليقوموا بأعمال الشغب خارج السفارة الجزائرية في القاهرة في وقت متأخر من ليلة الخميس. بهذه الكلمات بدأ مايكل سلاكمان مقاله في جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، وأضاف لكن هناك فرق بين الاضطرابات التي حدثت عام 1977 عند ارتفاع أسعار الخبز وبين ما حدث مساء الخميس بسبب كرة القدم فعند أزمة ارتفاع أسعار الغذاء سارعت الحكومة بإسكات الغضب الجماهيري بخفض أسعار الغذاء لكنها تعاملت بشكل مختلف مع الغضب ضد الجزائر. وقد كانت الكرامة هي مغزي حديث مئات الشبان الذين تجمعوا أمام السفارة الجزائرية وحرقوا الأعلام الجزائرية ويصيبون 35 فرداً من الشرطة المصرية. كرة القدم لها شعبية وحس وطني عارم في مصر، فالوقت الوحيد الذي يخرج فيه المصريون ملوحين بالأعلام المصرية هو وقت فوز منتخبهم الوطني في أي بطولة وفيما يتعلق بالفرق الافريقية فقد كانت الجزائر هي العدو الأول كما أن الفريقين انتظرا مطولا الفوز بمثل هذه التصفيات فمصر لم تتأهل منذ 20 عاما منذ فوزها علي الجزائر بينما لم تتأهل الجزائر منذ 24 عاما. وأشار المحلل الأمريكي إلي أن الجزائريين استفزوا المصريين بشدة وادعوا كذبا مقتل مشجعين جزائريين في مصر إضافة إلي أغنية تصف المصريين ب "المتسولين اللصوص والمحتالين" بل وأسوأ من ذلك.