يعد مسلسل الكارتون الأمريكي عائلة سيمبسون أو "ذا سيمبسونس" أطول وأنجح مسلسل كارتوني كوميدي في العالم،وقد اكتسب المسلسل شهرة كبيرة بسبب أسلوبه الغني وتميز أفكاره ومشابهتها للواقع الذي نحياه،وقد دفعت شهرة المسلسل الواسعة شركات الإنتاج في أوروبا للتهافت عليه وطلب شرائه من شركة فوكس الأمريكية التي تتولي إنتاجه من أجل دبلجته أو ترجمته للغات المحلية. هذه الشعبية الواسعة التي يتمتع بها المسلسل الكارتوني هي ما دفع المؤلف جون أورتفيد للكتابة عنه في كتابه الجديد "عائلة سيمبسون..تاريخ غير خاضع للرقابة وغير مصرح به" ليرصد مشوار المؤلف مات جريننج مبتكر المسلسل الذي حقق هذا النجاح الساحق ويحكي بعض كواليس هذا العمل الفني الذي حقق مكاسب مالية غير متوقعة. ويركز أورتفيد علي العملية الإبداعية التي أدت لخروج هذا العمل الضخم الذي بدأ موسمه الجديدالموسم الواحد والعشرين- بتأكيده علي أن العمل في البداية لم يلق أي نجاح يذكر حيث ظهر لأول مرة في عام 1986 ضمن برنامج "ترايسي أولمان شو" الشهير حينما طلب أسطورة التليفزيون جيمس بروك من المؤلف الفنان المبتدئ مات جريننج أن يصمم له بعض الرسومات الكارتونية ليتم عرضها في فواصل البرنامج. وهنا جاء له الفنان جريننج بابتكاره الجديد وهو عائلة مكونة من خمسة أفراد هم الأب هومر جيه سيمبسون والأم مارج والأولاد بارت الطفل المشاغب وليزا الفتاة الهادئة وماجي الرضيعة الشقية،واللافت في ابتكار جريننج هو تصميمه للشخصية نفسها فقسمات الوجه غريبة والعيون جاحظة كما أن كل الشخصيات تملك أربعة أصابع في اليد الواحدة عوضا علي لون البشرة الأصفر الفاقع والذي يزيد من غرابة تركيبتهم. ولعل التركيبة الغريبة هي ما جعل الشخصيات غير مستساغة في بادئ الأمر إلا أن عرضهم في مقاطع طويلة نسبيا في قصص تعكس الأحداث المعاصرة جعل الناس تنتظرها بشوق حتي تكونت لها قاعدة شعبية عريضة ازدادت أكثر مع القصص المسلية والمزحات البسيطة وأصوات المؤدين التي جعلت الروح تدب في الشخصيات لتتكون توليفة عبقرية تحمل روح المجتمع المعاصر بكل بساطته وتعقيده ليصبح المسلسل الكارتوني "عائلة سيمبسون" واحدا من العروض القليلة التي أثبتت نجاحا منقطع النظير قوامه إعجاب الكبار والصغار علي حد سواء وفي العالم أجمع.