حالة من الانقسام يعيشها حزب الكرامة "تحت التأسيس" بسبب المواقف المتباينة حول التنسيق مع جماعة الإخوان "المحظورة" خلال الانتخابات المقبلة، وهو ما عكسته توصية اللجنة السياسية خلال المؤتمر العام الأخير، إذ شددت علي ضرورة التنسيق مع الجماعة، بينما شهدت اللجنة في المقابل مناقشات ساخنة واعتراضات حادة علي التنسيق مع الإخوان، لأنها جماعة تسعي وراء تحقيق أهدافها الخاصة بعيدًا عن مصلحة الوطن العامة. ومن جانبه عبر أمين اسكندر وكيل المؤسسين الجديد عن هذه الاشكالية قائلاً: نحن علي استعداد لأن ننسق مع القوي الملتزمة بالدستور المصري الذي حافظ علي حقوق الأقباط والمرأة.. وشدد اسكندر علي ضرورة الاهتمام باستكمال البناء التنظيمي للحزب وعلاقته بجميع الحركات الوطنية لإحداث التغيير المنشود! ورغم هذا الموقف المعلن لوكيل مؤسسي الحزب الجديد، إلا أن توصيات اللجنة السياسية جاءت لصالح استمرارية التعاون مع الجماعة المحظورة! وأكدت وفاء المصري رئيس اللجنة السياسية ضرورة تكاتف حزبها مع كل القوي السياسية خلال المعركة المقبلة بما في ذلك الإخوان لإحداث ما وصفته بالتوافق بين كل القوي علي مرشح واحد للانتخابات الرئاسية، مضيفة: أن الهدف الأساسي هو تجيش الرأي العام لتعديل المادتين 76، 77 وإعادة الإشراف القضائي لافتة إلي أن اللجنة السياسية قررت مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك بالاتفاق مع كل القوي السياسية! فيما أيدت لجنة "حركات الاحتجاج" بالحزب قيام نقابات مستقلة ورفع الحد الأدني من الأجور ورفض قانوني التأمين الصحي والوظيفة العامة بالإضافة للنقل والفصل التعسفي، معلنة تضامنها مع اتحاد المعاشات خلال مؤتمر الكرامة. وناقشت لجنة الأداء التنظيمي تجاهل دور كوادر الحزب وإهمال جريدة الكرامة لهم ولأخبارهم، مشددة علي ضرورة تشكيل لجنة لمناقشة أوضاع الجريدة وأوجه القصور فيها وابراز هوية الحزب والتوصل لحلول غير تقليدية خاصة بتمويل الحزب. وشهد عرض التقرير احتدامًا بين محمد سامي المنسق العام السابق ومحمد بيومي المنسق الجديد، حين اقترح بيومي الفصل بين جريدة الكرامة والحزب فرد سامي: لا يجوز هذا الأمر.. فأعضاء مجلس الإدارة قيادات حزبية وعلي رأسهم حمدين الصباحي "رئيس تحريرها"! وانتقد البعض ما أوصي به التقرير من ضرورة ترشيح رئيس تحرير موهوب، فيما تساءل آخرون عن سبب تنازل حمدين الصباحي عن الترشيح في انتخابات نقابة الصحفيين بعدما روج لنفسه من خلال هذا الأمر؟! وكشفت مصادر حزبية عن نية الكرامة في تقديم أوراقه للجنة شئون الأحزاب مجددًا رغم وجود اتجاه قوي يطالب ببقاء الحزب كحركة.. مشددة علي ضرورة إحداث تغيير في المناخ السياسي أولاً حتي يتم تقديم الأوراق مجددًا، إلا أن حمدين صباحي قال خلال كلمته إنه لا يعترف بقرارات لجنة الأحزاب، لكنه يعترف في المقابل بأن الكرامة حزب شرعي له وجوده!