عاد السفير هشام الزميتي مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين من جولة شملت خمس دول من أمريكا اللاتينية.. وحول نتائج هذه الجولة والتي اشتملت علي دول كولومبيا وبيرو وبوليفيا وباراجواي والارجنتين، كان هذا الحوار ل روزاليوسف مع السفير هشام الزميتي. في البداية نريدك أن تحدثنا عن طبيعة المشاورات التي قمت بها والنتائج التي أسفرت عنها هذه الجولة؟ - بالفعل قمت بإجراء مشاورات في كل من كولومبيا وبيرو وبوليفيا وباراجواي والأرجنتين وتركزت حول سبل دعم علاقات التعاون بين مصر وهذه المجموعة من الدول التي تربطنا بها صداقة وطيدة منذ عشرات السنين ونحن نتحرك وفق خطة عمل اعتمدها وزير الخارجية أحمد أبوالغيط للتواصل مع هذه الدول ليس فقط علي المستوي السياسي خاصة وأن مصر هي الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز ولكن أيضا علي المستوي التجاري والاقتصادي والاستثماري وهذه الخطة تشمل كل دول أمريكا اللاتينية. كيف تنظر للتحركات الإسرائيلية تجاه أمريكا اللاتينية؟ - الرئيس الإسرائيلي بيريز يقوم حاليا بزيارة الأرجنتين وسبقتها زيارة قام بها للبرازيل، ومنتظر أيضا أن يقوم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للبرازيل وربما أيضا بوليفيا أو فنزويلا هذه التحركات وغيرها تعكس الأهمية الكبيرة والمتصاعدة للقارة اللاتينية والتي حققت دولها نجاحات كبيرة علي الأصعدة المختلفة مكنتها من تجاوز الأزمة المالية العالمية. وماذا عن مصر وتحركاتها؟ - مصر ليست غائبة عن الساحة اللاتينية وعلاقاتنا بالدول اللاتينية علاقات راسخة وتحركات بعض الأطراف الاقليمية تجاه أمريكا اللاتينية تعد تفاعلا طبيعيا والمؤكد هو أننا لسنا غائبين عن هذه التفاعلات. ذكرت أنك قمت بزيارة لكولومبيا من هنا كنا نريد إلقاء الضوء علي طبيعة الدور الذي تلعبه القواعد الأمريكية في كولومبيا؟ - بالفعل كولومبيا أبرمت اتفاقا مع الولاياتالمتحدة يقضي باستخدام القوات الأمريكية لسبع قواعد عسكرية وذلك في إطار جهود الدولتين للقضاء علي تجارة المخدرات والحرب ضد الارهاب، ومسألة القواعد كانت محل احتجاج من جانب دول الجوار المباشر لكولومبيا مثل البرازيل وفنزويلا وبوليفيا وهذا الاحتجاج نابع من رفضهم مبدأ التواجد العسكري الاجنتيني علي الأراضي اللاتينية، إلا أن كولومبيا أكدت أن دور هذه القوات مقتصرا علي محاربة المخدرات والارهاب وليس موجها ضد أحد. ما مدي التنسيق بين مصر ودول أمريكا اللاتينية حول ما يتصل بمفاوضات منظمة التجارة العالمية؟ - هناك تنسيق تام في المواقف خاصة أن كل منتجي السلع والمواد الخام مصالحهم واحدة سواء في أفريقيا أو في أمريكا اللاتينية ومطالبهم أيضا واحدة بتحسين فرص النفاذ إلي الأسواق وتحديد أسعار بيع هذه المنتجات وعدم وضع أي قيود علي حركة هذه المواد باعتبارها تشكل العمود الفقري لاقتصاديات هذه الدول. لماذا تنضم مصر لتجمع الميركسور؟ - الميركسور هو تجمع اقتصادي يضم البرازيل والارجنتين وأورجواي وباراجواي وهذا التجمع له علاقات قوية مع دول أخري من أمريكا اللاتينية مثل فنزويلا وبيرو، وما قامت به مصر هو التوقيع علي اتفاق إطاري تبدأ بمقتضاه مفاوضات مازالت مستمرة من أجل التوصل إلي اتفاق للتجارة الحرة بين مصر وهذا التجمع وبالتالي يسمح للسلع المصرية الدخول إلي دول هذا التجمع بلا عوائق جمركية والأمر نفسه بالمثل لسلع هذه الدول وهذه المسائل جاري التفاوض حولها. وماذا عن علاقات مصر مع قطب لاتيني مهم يتمثل في البرازيل؟ - خلفت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية أحمد أبوالغيط للبرازيل في نهاية يوليو الماضي زخما ملحوظا وتم الاتفاق خلال هذه الزيارة علي انشاء آلية مشاورات بين وزارتي خارجية البلدين كما قامت وزيرة التعاون الدولي فايزة أبوالنجا بزيارة للبرازيل سبتمبر الماضي ومن المنتظر أن يقوم وزير خارجية البرازيل بزيارة مصر قبيل نهاية العام.. وكل هذا يدل علي أن العلاقات المصرية البرازيلية في تطور ونمو ملحوظ.