مازال قرار الحزب الوطني الذي أعلن عنه تنظيميًا في مؤتمره السادس بالتركيز علي مرشح واحد في الدائرة الواحدة يثير جدلاً واسعًا داخل أمانات الوطني بالمحافظات خاصة مع تكرار ظاهرة عدم الالتزام الحزبي في أكثر من دائرة سواء في انتخابات 2005 أو الانتخابات التكميلية التي تلتها، علي فترات بعدد من المحافظات والتي ظهر فيها مرشح للمجمع الانتخابي للوطني ومرشح آخر تحت مسمي مستقلو الوطني. وتسبب شعار مرشح واحد وعلي قلب رجل واحد الذي رفعه الحزب في المؤتمر في إثارة جدل واسع داخل أمانات المحافظات في شكل حملات توعية من الأمناء أو في حملة مضادة ضد الحزب الوطني قالت فيها المعارضة إن الوطني سيبقي علي نفس النواب الذين تم اختيارهم في 2005 . كذلك تشهد أمانات الوطني بالمحافظات نشاطا مكثفا عقب المؤتمر السنوي السادس استعدادًا للانتخابات البرلمانية حيث تقوم بعض الأمانات باستطلاعات رأي في الدوائر المختلفة بشكل علمي وتستهدف هذه الاستطلاعات التعرف علي أداء النواب في مختلف الدوائر وابلاغ قيادات الحزب بها. وقال د.عبدالرحمن أحمد أمين بني سويف إن هذه الاستطلاعات تتم كل شهر أو شهرين وتستهدف تقييم أداء النواب لأن الحزب يحترم رأي المواطن مضيفًا: الحزب سوف ينبه النواب إلي أي اخطاء يقعون فيها وتسفر عنها الاستطلاعات ولكن بشكل غير مباشر لأن الحزب حريص علي نوابه. ورفض عبدالرحمن قول البعض إن النائب الحالي هو نائب المستقبل، موضحًا أن هذا الشعار يتحقق فقط في حالة إذا كان أداؤه يرضي الجماهير. وأشار د.منير عطية أمين شمال سيناء إلي أن الاستطلاعات التي ترصد مدي شعبية النواب تستهدف الاستعداد لاختيار مرشح الحزب المقبل والذي يحدده المجمع الانتخابي متابعًا: الحزب يريد التعرف علي العناصر الأكثر شعبية والأكثر التحامًا بالجماهير ولفت نظر المقصرية إلي أن الشرط الوحيد لاختيار المجمع للنائب هو الكفاءة ومدي تواجده في الشارع. وتوقع عطية أن يلتزم الجميع بما نادي به الحزب في مؤتمره السادس بمرشح واحد للدائرة منعًا لتفتيت الأصوات، خاصة في المناطق القبلية التي تحسم هذه الأمور بالتوافق فيما بينها. واتفق معه في الرأي علي خير أمين مطروح، موضحًا أن الاستطلاعات تريد التخلص من النواب المغضوب عليهم وسط الجماهير مستطردًا: الحزب يعمل بعقله وليس بالعواطف ليحسم معركة 2010 لصالحه. ومن جانبه قال د.عبدالأحد جمال الدين ممثل الأغلبية بمجلس الشعب إن الأسلوب الذي أعلن عنه الوطني في مؤتمره الأخير جيد للغاية، لأنه يؤدي لعدم تفتيت الأصوات. وأضاف: أطلب وأتمني أن يلتزم كل عضو بالحزب بهذا القرار وأن يدرك جيدًا أن إدارة العمل العام لا تكون فقط من خلال عضوية مجلس الشعب، وعليه أيضًا أن يدرك أن الدور سيأتي عليه في الدورات المتعاقبة إذا كانت لديه الكفاءة والجماهيرية اللازمة للقيام بهذه المهمة. وأشار جمال الدين إلي أن آلية المجمع الانتخابي ستكون الوحيدة المحددة للعناصر المرشحة في الانتخابات المقبلة، وردًا علي سؤال مرشحي 2005 نفس مرشحي 2010 قال: الهيئة البرلمانية للوطني أدت دورها علي أكمل وجه وأدوا دورهم بجدارة والتزام بلا شك.