أحب القراءة منذ صغره فلازمته دومًا أعمال كبار الكتاب ولكن الشعر كانت له مكانة خاصة في نفسه، وخاصة أعمال الشعراء بيرم التونسي وعبدالوهاب محمد لكنه لم يكن يتصور أن هذا العشق للقراءة الذي ترجم إلي إرهاصات شعرية ظل هو قارئها الوحيد لفترة طويلة ستصبح فيما بعد مهنته الوحيدة التي يتكسب منها ليترك الشاعر السكندري الغنائي عصام حسني الوظيفة الميري ويسبح في بحر الشعر الغنائي. في صمت شديد بعيدًا عن أعين أقرب الناس إليه بدأ عصام في كتابة الشعر الغنائي وهو في المرحلة الثانوية فلم تكن هوامش كتبه تخلو من أشعاره التي يسطرها بالقلم الرصاص، لأنه لم يكن يعرف وقتها مدي صلاحيته لاحتراف هذا المجال والاستمرار فيه، ولكنه كان معروفا بحبه للقراءة وهي العادة التي اكتسبها من شقيقته الكبري. بعد حصوله علي الثانوية العامة اختار الدراسة بكلية الآداب وبالتحديد قسم اللغة العربية لينهل من بحور الشعر والأدب والبلاغة وهو ما أصقل موهبته، وقد حرص خلال تلك الفترة علي المشاركة في العديد من الأنشطة الطلابية التي أتاحت له السفر للقاهرة وبالتالي محاولة نشر أعماله، كما بدأ في التردد علي المراكز الثقافية وقصور الثقافة والموجودة بالإسكندرية والتي تعرف من خلالها علي مجموعة من الأصدقاء الذين يتمتعون بمواهب فنية ليخوضوا معًا المشوار الصعب ومنهم الملحن تامر علي وأيمن مصطفي والشاعر محمد سالم، فاعتادت المجموعة السفر سويا إلي القاهرة لعرض أعمالهم الفنية أملاً في أن تري مواهبهم النور. وإلي جانب ذلك اعتاد عصام خلال فترة الاجازة الصيفية العمل في المعارض الصيفية التي تقام في المحافظات وهو ما أعطاه الفرصة لأن يجوب بين عدة أماكن استلهم منها الكثير وكون خلالها خبرة تراكمية أثرت فيه بشكل إيجابي. وبعد تخرجه عمل عصام بالعديد من المهن منها التدريس بإحدي الدول العربية ولكن عشقه للكتابة جذبه فقرر التركيز علي اخراج إبداعاته للنور. ويتذكر أول مرة علمت فيها والدته بموهبته والتي كانت بعد صدور ألبوم غنائي للفنانة أنغام يحمل اسمه علي غلافه وهو ما أبكاها بشدة لأنها افتخرت بموهبته ودفعته علي الاستمرار.