الجماهير حملت أتوبيس الفريق من الفندق إلي الملعب والعكس هكذا بدأ العميد حسام حسن كلماته عن مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم عام 89 واستطرد حسام قائلاً من قوة إحساسي بالمسئولية التي كانت علي عاتقنا آنذاك أصابتني حالة غريبة فلم يكن لدي أي قدرة علي النوم، ولم أذق طعم النوم إلا بعد انتهاء المباراة وصعودنا لكأس العالم وهدوء الفرحة التي عقبت المبارة. ظروف المباراة وقتها كانت أفضل بشكل ما من الظرف الحالي فرغم أننا كنا نواجه نجوم الجيل الذهبي للجزائر ولكن نتيجة المباراة الأولي كانت تعادلاً سلبيا فكان فوزنا بأي نتيجة يحسم صعودنا للمونديال وهو ما قد كان، بعد فوزنا بنتيجة 1/صفر. ويتحدث العميد عن الهدف قائلاً إنه رغم إحرازي لمئات الأهداف خلال مشواري الكروي الطويل لم يكن لدي أغلي من هذا الهدف بالفعل هو أغلي أهداف حياتي، وشعوري وقتها لا أستطيع أن أصفه سعادة، ذهول.. مفاجأة لا أعرف أن أصف هل من الممكن أن أصف حالة رجل أسعد مصر كلها، أنها ذكريات لأيام رائعة. كنت أتمني أن أحرز هدفًا في هذا اللقاء، ولكن أن أكون صاحب الهدف الوحيد لم أكن أتوقعها، وكان توفيقًا من عند الله كبير جدًا أن أكون صاحب هدف الصعود وسببًا في احتساب ضربة الجزاء في لقاء هولندا بالمونديال. أذكر أن الجماهير في هذا اليوم لم تكن تشجع أو تؤازر بل كانت العامل الرئيسي في فوزنا باللقاء وكان تأييدًا غير عادي من كل فئات المجتمع، كانت مصر في هذا اليوم كلها علي قلب رجل واحد حتي تحقق الحلم. أما مباراة مصر والجزائر القادمة فهي صعبة وظروفها مختلفة حيث إن الوضع يفرض علينا الفوز بنتيجة معينة وهذا أصعب ما في كرة القدم. وأتوقع أن نبدأ المباراة بحماس وأن يبدأ الجزائريون بدفاع ويعتمدون علي الهجمات المرتدة. وكما ذكرت سابقًا أن التأييد الجماهيري غير العادي عام 89 كان السبب الرئيسي والأهم في فوزنا باللقاء، وسيكون لها عامل كبير في مباراة السبت، ولابد أن نستغل هذا العامل جيدًا وعلي جماهيرنا أن نزلزل الملعب تحت أقدام الجزائريين ولا نصمت لحظة أيًا كانت النتيجة حتي نصل للهدف المنشود.