من ضمن الأسماء التي استطلعنا آراءها في ملف المرشحين لجائزة "نوبل"، كانت هناك أسماء كان لها ملاحظات علي فكرة الترشيح من أساسها، وهناك أسماء اعترضت علي الجائزة بشكل عام، وأسماء رفضت ترشيح شخصيات محددة مؤكدة أنه ليس هناك من يستحق الجائزة في مصر والوطن العربي، ومن هذه الأسماء: الشاعر محمد سليمان: لا يوجد كاتب عربي أستطيع ترشيحه في الوقت الحالي، فإذا قارنا الأعمال الإبداعية العربية بالأعمال العالمية، خاصة في مجالات القصة والرواية، سنكتشف أن معظم الروائيين الكبار في العالم يوزعون ملايين النسخ، وتترجم أعمالهم إلي عشرات اللغات، وتوزع بهذه اللغات ملايين النسخ أيضا، بينما الرواية في العالم العربي تتحرك وتدور تحت ظلال الرواية في الغرب، وروايات أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلي انحسار الأضواء عن الشعر، بعد غياب الشعراء النجوم، وتوقف الشعراء الرواد عن الإبداع، وعلي المستوي العربي لا يوجد مبدع عربي وزعت أعماله في الطبعة العربية مليون نسخة، ودعك من الأسماء التي تطنطن بها الصحافة، فهناك ما يسمي القيمة المضافة وهي قيمة وهمية، فالرواية استفادت من عصر الصورة والشاشة، وعرف الجمهور أسماء بعض الكتاب من خلال السينما والتليفزيون. الروائية أمينة زيدان: علي الكاتب والمثقف المصري أن يكون مهيأ للحصول علي مثل هذه الجائزة، وأن يملك مشروعا أدبيا متكاملا ومتجاوزا الآخرين، هذا لأنها تعتبر تتويجا لمشروع الكتاب الأدبي، وعلي الرغم من تميز الكتابة الإبداعية في مصر بالنشاط، وتميز عدد من الكتاب بمشاريعهم الخاصة، فإن هذه المشاريع لم تكتمل بعد، ومن اكتملت مشاريعه يكون له ولاءات سياسية لا أعتقد أنها تتناسب والجائزة، فلم يعد لدينا مثل نجيب محفوظ، الذي تميز بمشروع جمع فيه بين المحلية والعالمية وركز علي قضايا إنسانية عامة مما جعله مؤهلا للجائزة. الروائي محمد جبريل: أشك في أن يحصل عليها العرب مرة أخري بعد نجيب محفوظ، لأنها جائزة تقوم علي أسس سياسية، وهو ما يكشفه عدد الكتاب اليهود الذين حصلوا علي الجائزة، رغم أن عدد قراء اللغة العبرية لا يتعدي الألفين قارئ، ولنبحث في أسباب منحها لأوباما، إنها لمهزلة. كما أنها جائزة صادرة عن الغرب وموجهة إليه، وإذا منحوها لأحد من الخارج فذلك يكون مدفوعا بالرغبة في تحويلها إلي العالمية، وعلينا أن نفهم حدودها، وأن نعرف أن الحصول عليها مرة أخري مجرد أمنية، وإذا تحققت في يوم ما فأتمني أن تمنح لأي من كتاب مصر من جيل الخمسينيات أو الستينيات أو حتي الأجيال التالية عليهما، فألبير كامي حصل عليها وهو في أوائل الأربعينيات من عمره. الدكتور قاسم عبده قاسم: لن أرشح أحدا، ما دامت جوائز نوبل في بعض فروعها ملوثة سياسيا، ليس هذا تقليلا من شأن مبدعينا بل عندنا أناس أكبر من نوبل ومنهم علماء وأدباء أثبتوا وجودهم في الدوائر العلمية العالمية. والدليل علي صحة كلامي أن نجيب محفوظ حصل علي نوبل لأنه لم يكن متحمسا لمقاطعة العدو الإسرائيلي، وأحمد زويل حصل عليها لأنه جزء من الجهاز العلمي الأمريكي، والسادات حصل عليها لأنه أعطي إسرائيل فرصة عمرها، ورؤيته السياسية كانت خاطئة مائة في المائة، وتقاسم الجائزة مع مجرم حرب إسرائيلي وهو مناحم بيجن، الذي ارتكب أسوأ المجازر في التاريخ، ولولا النفاق الأمريكي والأوربي لما تم التعتيم علي جرائمه.