"قل لي يا أبي ماذا كان علينا أن نفعل أكثر مما فعلنا لننال ما يليق بنا مما كان"؛ بهذه الجملة المؤثرة جذبت الكاتبة الشابة لمياء مختار انتباه كل الحضور في الحفل الذي عقد بمكتبة "البلد" لتوقيع أول أعمالها المسرحية "ولكنه موتسارت"، الصادر عن دار "أكتب" للنشر، بحضور كل من الدكتور سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي بكلية الأداب جامعة القاهرة، والشاعر عبد المنعم رمضان. أشارت لمياء إلي أن الكتابة عن موتسارت ليست بجديدة، ولكن اختلاف عملها يكمن في التركيز علي فكرة الصراع مع خلط متعمد بين الحقيقة والفانتازيا، وأوضحت أن كتابة المسرحية استغرقت عاما بأكمله، وأنها كتبت علي أنغام موسيقي موتسارت، التي كان يعطي كل مقطع فيها معان جديدة، لدرجة أنها وزعت مع مسرحيتها اسطوانات بموسيقي موتسارت نصحت بسماعها أثناء القراءة. أما البحراوي فقد أكد إعجابه بالنص والحوار والأداء، وأثني علي تمكن الكاتبة من بناء المسرح الكلاسيكي، بحيث لم يظهر في عملها خطأ رغم كونه مكتوبا بالعربية الفصحي التي تصعب أحيانا علي المتلقي قائلا: تأتي أهمية هذا العمل من أنه جاء في وقت لا يتوجه فيه أحد للكتابة المسرحية عامة والفصحي خاص، لأن الجو العام غير مشجع، ولا يوجد ما يضمن للكاتب المسرحي أن ما سيكتبه سوف يعرض علي المسرح. وأضاف: استخدمت لمياء كل وسائل اللغة المعوضة عن المسرح، وكان واضحًا من أسلوبها أن العرض المسرحي حلم بعيد المنال، بالرغم من أن العرض المسرحي لعمل ممثل سيظهر إمكاناته بصورة مختلفة، خاصة مع المؤثرات المسرحية مثل: الديكور والموسيقي والملابس. أما الشاعر عبد المنعم رمضان فنبهها لمسألة العربية الفصحي قائلاً: مستوي اللغة عند لمياء قوي، وقد استمتعت شخصيا به ولكنك قد تعيدين النظر في ذلك مع انتقال المسرحية لخشبة المسرح، ضاربا علي ذلك مثال الكاتب المسرحي اللبناني عصام محفوظ الذي كتب في أول حياته مسرحيات بالفصحي، ثم لم يلبث أن حولها للعامية، وأعاد طبعها نتيجة لتحولات أيديولوجية يسارية، جعلته أقرب للعامية. وأضاف: "ولكنه موتسارت" مهددة بأن تظل حبيسة الورق، في ظل غياب خشبة المسرح الحقيقية.