من جديد كانت الفيوم علي موعد آخر مع الحزن فبعد حادث سقوط صخرة المقطم علي السكان والذي راح ضحيته 30 شخصا تحت الانقاض من أبناء قرية بني صالح العام الماضي تجددت مرة أخري امس الاول الاحزان في المحافظة بعد أن لقي 8 أشخاص مصرعهم وأصيب 3 آخرون في تصادم قطاري العياط. وفي قرية العامرية بالفيوم والتي شيعت جثامين ثلاثة من أبنائها راحوا ضحايا الحادث التقت "روز اليوسف" مع أحمد سعيد شعبان والد الشهيد محمود الطالب بالفرقة الاولي بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر والذي قال ان نجله كان يسافر يوميا الي القاهرة مستقلاً قطار الفيوم في الساعة الخامسة والنصف صباحاً من أمام محطة القرية. وأضاف الأب المكلوم: في ذلك اليوم المشئوم تركت ابني غارقاً في النوم ورفضت ايقاظه بعد صلاة الفجر الا ان زميله محمود رمضان الذي نجا من الحادث جاء اليه متأخرا بعد موعد القطار الأول ونام بجوار ابني، واعتقدت ان هذا اليوم قد حصلا فيه علي راحة من المحاضرات وعناء السفر الا ان زميل ابني أيقظه ليستقلا معاًً قطار السابعة والنصف صباحا ويتوجهان الي القاهرة لحضور المحاضرات ولم يعد الي ابني الا جثة هامدة، بعد اتصال من زميله ويضيف عم احمد والدموع تنهمر من عينيه انه شعر بشيء غريب قبل الحادث بثلاثة أيام حيث كان ابنه الشهيد يقبل يديه صباحاً ومساء ويطلب منه الدعاء وهو ما لم يتعوده من قبل. وتابع عمر سيد شعبان "محام" وشقيق الشهيد احمد الطالب بالفرقة الاولي بكلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر ان شقيقه لم يكن منتظما في "دراسته" لأنه مازال في بداية العام وكان يبحث عن سكن في القاهرة بدلا من السفر يومياً خاصة ان فصل الشتاء يوشك علي الدخول والقطار غيرمجهز بالاضافة الي حالته السيئة كونه بدون ابواب وشبابيك ومقاعده غير مجهزة لاستقبال الركاب لكن كان القدر اسرع وراح ضحية الاهمال والاستهتار لمسئولي السكة الحديد. أما ناصر جلال عبدالرحمن "كهربائي" نجل الشهيدة نجاة احمد حويحي 58 سنة فيؤكد ان والدته كانت تسافر الي القاهرة مرتين اسبوعيا وتقيم لدي ابن شقيقها في الجيزة حتي تنتهي من بيع بضاعتها من بيض وزبد وجبن قريش وقال ان والدتي تعمل في التجارة منذ 12 عاماً وطالبناها كثيراً بالكف عن السفر لكنها رفضت لأنها كانت تستعد لتزويج شقيقتي الصغري "شيماء" في اجازة عيد الأضحي المبارك ولكن للاسف الشديد ذهبت هذه المرة ولم تعد الا جثة هامدة ليتم الغاء زفاف شقيقتي. ويضيف خالد علي عبدالواحد نجل الشهيدة نادية سيد احمد 51 سنة من قرية سيلا ان والدته كانت في زيارة لاحد أقاربها بالقاهرة واستقلت قطار الفيوم لأنه يمر امام قريتنا ذهابا وايابا وفي اليوم المشئوم جاءنا اتصال من أحد الاشخاص يؤكد ان والدتي مصابة وفي مستشفي زينهم ولما ذهبنا اليها وجدناها جثة هامدة. ويشير محمود نصار عبدالحميد 20 سنة طالب بالفرقة الاولي بكلية اللغة العربية بجامعة الازهر واحد الناجين في الحادث الي انه استقبل القطار الذي توقف بعد ساعة فنزلنا فيه فتبين أن هناك جاموسة صدمها القطار ظللنا ثلث ساعة عن شريط السكة الحديد حيث نزل السائق والركاب وتم الانتهاء من رفع أشلاء الجاموسة وللأسف الشديد سائق القطار بدلاً من استقلال القطار والعودة للفيوم وجدناه يقف وهو في حالة تهريج وهزار مع الركاب. وبعد إلحاح من الركاب استجاب السائق وقرر قيادة القطار بعد ان استقله الركاب ويضيف لم يمضي سوي دقيقتين حتي فوجئنا باصطدام مروع من القطار القادم من الخلف في مؤخرة القطار ويؤكد محمود أنه لن يذهب للكلية مرة أخري ولن يستقل القطار الفيوم طوال حياته.