إن ما يحدث الآن لمستقبل عملية السلام.. من مواقف هو مؤشر لمدي التأثير الذي قام به اللوبي الصهيوني علي الإدارة الأمريكية. وهو أمر يقودنا إلي السيناريو المعتاد و المعروف من خلال الخطة الإسرائيلية المستمرة التي دائماً ما يستغلها اليهود مع الإدارة الأمريكية، وهي استنزاف الفترة الأولي لحكم الرئيس الأمريكي للتسويف وفرض الشروط والاعتراضات ووضع العراقيل من جهة، وبما يضمن احتياج الرئيس الأمريكي لدعم اللوبي الصهيوني للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في ولايته الثانية من جهة أخري. خاصة أنه إذا فشلت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في تنفيذ المخطط السابق، فإنها ستتقدم بالاستقالة لعدم قدرتها علي تنفيذ مشروع سلمي يخالف برنامج الحكومة اليميني المتشدد، وبالتالي سوف تدخل في دائرة مفرغة تبدأ من جديد لانتخابات حكومة إسرائيلية، ثم مشروع الحكومة، ثم البدء في مفاوضات أولية مع الإعلان عن عدم الاعتراف بما قامت به الحكومات السابقة. وما يترتب علي ذلك من اهتمام الإدارة الأمريكية بالإعداد للانتخابات الجديدة، ورفع يدها عن القضايا الشائكة التي تزعج إسرائيل. وهو ما يقودنا كعرب للتحرك في مواجهة مباشرة للتحركات الإسرائيلية المقروءة للنظام المصري بوضوح شديد. نحتاج من أجل مستقبل عملية السلام أن نتمم المصالحة الفلسطينية بشكل سريع وفوري من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.. تعترف بالمعاهدات الموقعة. ثم الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بدون مزايدة داخلية وخارجية مع الوضع في الاعتبار أن القضية الفلسطينية هي الهم الأساسي بدون الالتفات لأجندات خارجية سواء كانت أجندة سورية أو إيرانية. إن رؤية مصر لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.. تحتاج إلي إجماع عربي للتأكيد علي: ضرورة التزام إسرائيل بالتجميد الكامل للنشاط الاستيطاني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدسالشرقية. وتولي المجتمع الدولي طرح شكل التسوية النهائية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي لعدم إضاعة المزيد من الوقت في بحث تفاصيل يعلم الجميع أن البحث فيها لن يصل بالأطراف إلي التسوية المنشودة. وتجميد النشاط الاستيطاني يجب أن يتزامن مع المسار التفاوضي لتعزيز ثقة الجانب الفلسطيني في النيات الإسرائيلية. وإمكان التدرج في تنفيذ التسوية طبقاً لجدول زمني محدد يتفق عليه الطرفان وذلك في حالة الاتفاق علي الشكل النهائي لحدود الدولة الفلسطينية طبقاً لحدود 1967 كما سبق أن اتفق الطرفان علي ذلك من خلال مفاوضات العام الماضي. وأن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة وهي أحد موضوعات مفاوضات التسوية النهائية ولا يمكن أن تستثني من أي مفاوضات مقبلة. وانخراط إسرائيل في التفاوض الجاد وطبقاً لإطار زمني واضح المعالم يمكن أن يعيد الكثير من الأمور التي كانت قائمة خلال التسعينيات من حركة التفاعل العربي معها بهدف دعم الثقة المتبادلة وبالتالي دعم الجهد التفاوضي ككل. إن ما يحدث بين الفصائل الفلسطينية ومن خلال الأجندة القطرية والسورية التابعة لإيران.. تؤكد علي ضعفنا في القدرة علي فرض عملية السلام.. وتجعلنا أمام المجتمع الدولي كأننا شعوب غير قادرة علي التعايش والتفاوض والسلام.