أيا كانت المحطة التي وصل إليها فريق إنبي في بطولة الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، فسوف يسجل التاريخ لهذا الفريق أنه وصل لأبعد محطة وصل إليها فريق مصري في البطولة الكونفيدرالية تحديدا منذ بداية البطولة الكونفيدرالية وحتي الآن، رغم الصعوبات التي واجهها إنبي خلال مشواره في هذه البطولة، والتي يعرفها الجميع خاصة التعثر الذي أصاب الفريق في البدايات، والاضطرار إلي إجراء تعديلات في الجهاز الفني الذي يقوده الآن المدرب الواعد ضياء السيد بمساندة إيجابية من مدير الكرة علاء عبد الصادق.. والفريق خاض مؤخرا مباراة الإياب مع الملعب المالي في الدور نصف النهائي، وخسرها 4/2 بعد أن تعادل الفريقان 2/2 في مباراة الذهاب بالقاهرة، وكانت عثرة بالفعل في التوقيت غير المناسب، مما وضع لاعبي فريق إنبي وجهازه الفني في موقف صعب قبل لقاء الإياب، وكان لدي ثقة كبيرة في الفريق، بإظهار روح التحدي الحقيقي الذي يستوجب أن يفجر اللاعبون كل طاقاتهم، خاصة أن لديهم خبرة جيدة بمثل هذه المواقف، وأقربها مباراته مع وفاق سطيف في الجزائر، والتي صعدت بالفريق إلي الدور نصف النهائي، وظهرت هذه الروح بالفعل عندما فاجأ إنبي الجميع بهدف التقدم علي فريق الملعب المالي، وبقذيفة رائعة، ولكن بشكل مفاجئ، وغير مفهوم انهار فريق إنبي وتحول الفوز إلي خسارة في دقائق قليلة، وقبل أن ينتهي الشوط الأول، وواصل الفريق حالته الغريبة في الشوط الثاني، ولم يتمكن اللاعبون من العودة للمباراة والندية حتي انتهت بخروجه من البطولة الإفريقية الكونفيدرالية، لذا وجبت هذه الوقفة للتقييم.. فريق إنبي له مشكلة قديمة، لم نصل إلي الحلول المناسبة لها حتي الآن، وهي أنه يفتقد إلي حراسة مرمي تناسب طموحاته، وأيضا عناصر الدفاع القوية، لأنه بدون حراسة جيدة ودفاع صلب يصعب الوصول إلي الأهداف المنشودة، وهي في كرة القدم الانتصارات والبطولات، فعندما يكون الظهر مكشوفا وسهل اختراقه والشباك مستباحة في أي وقت يصبح هدف البطولات بعيدا جدا، لأن استراتيجيات الكرة الحديثة تعتمد بشكل أساسي علي تقليل أخطاء الفريق إلي أدني حد ممكن، واستغلال أخطاء الخصم لتحقيق الفوز عليه، وهذا بالطبع يستوجب تفوقًا بدنيا واختيارًا جيدًا لأفضل العناصر في كل الخطوط وثقافة تكتيكية عالية للتعامل مع متغيرات المباراة الواحدة وهذا ما لم يحدث بعدما تقدم إنبي بالهدف الأول فغرق لاعبوه في فرحتهم به ولم ينتبهوا إلي أن المباراة في بدايتها، وأنهم يواجهون خصما هائلا نجح في أن يصيب شباكهم بهدفين في القاهرة.. خلاصة القول أن فريق إنبي حقق خطوات مهمة بوصوله إلي الدور قبل النهائي للبطولة الكونفيدرالية ولكنه كان يمكنه أن يلعب النهائي ويفوز بالكأس أيضا لو أن العوامل التي سبق الإشارة إليها كانت مستوفاة.