أوراق السياسات التي ناقشها جمال مبارك أمين السياسات مع المجلس الأعلي ولجان السياسات بالوطني متنوعة وتعبر عن مشاكل الناس بالفعل اتسم النقاش حولها بوضوح لا تنقصه الصراحة عند مناقشة كل أسباب ما نحن فيه. الحزب الوطني بالفعل يسعي لإصلاح حال البلد والمواطن هو أول درجات الإصلاح من هنا كان الشعار من أجلك أنت بمثابة دعوة لكل مواطن ليدقق النظر في المساحة التي يقف عليها وماذا يحتاج هو وماذا تحتاج أسرته؟ كان الحزب وخلال السنوات الماضية مهتما بقضايا المجتمع بالمفهوم الشامل هنا ظهرت أصوات معارضة تقول إحنا فين؟ وهو ما حاولوا توصيفه علي أن الحكومة لم تنجح في تسويق أعمالها ولكن اتضح أن المواطن في بلدي عادة ما يهتم بحياته ثم مجتمعه لذا كان الشعار نحن نعمل وندرس ونهتم وما تحقق من إنجازات سواء في الوزارات المختلفة أو في أي جهة أخري هو من أجل المواطن. الأطر العامة للموضوعات التي تناقش في أروقة مؤتمر الوطني السادس نهاية هذا الشهر هي تفاعلات لقضايا مجتمعية وأعتقد أن الحزب بدأ في تفهم أكثر لمشاكل الناس وهموم المجتمع، تمردت قيادات الحزب علي الأصنام والموروثات في قاموسنا الاجتماعي، جمال مبارك في اجتماع لجان والمجلس الأعلي للسياسات أوضح تحرك الحزب والاتجاهات التي سيعمل علي أساسها تجاه الفقراء والقري الفقيرة وعدالة التوزيع وحلول مشاكل المياه والطرق والتعليم والطاقة والإسكان كلها ملفات شائكة وأري أن معظمها ألغام كان من السهولة أن يتحرك الحزب بعيداً عن هذه الألغام، لكن من الملاحظ أن منهج أمين السياسات واضح ويتلخص في ضرورة اقتحام المشاكل التي تلعب دوراً مخرباً في مجتمعنا مهما كانت درجة عمقها. من أجل وضع حلول بل ومتابعة لتلك الحلول وعلي الأقل لتصل رسالة الحزب للمواطن وفي اجتماع للمجلس الأعلي للسياسات ولجانه الأخير وقد كنت أحد المشاركين فيه لاحظت انتهاء زمن الخطوط الحمراء كل المشاكل مطروحة والحلول التي يناقشها جمال مبارك ومجموعات العمل واضحة والحكومة بدورها تقوم بالتنفيذ الأهم أن علاقة الحزب بحكومته تمتد لمناقشة وتقييم عملية التنفيذ. ولا شك أن هناك مشروعات وقوانين وغيرها أراها معطلة منذ سنوات وهي مدرجة علي مائدة وزراء الحكومة بعد قتلها بحثاً والمواطن بدوره قرأ عن توجهات وأوراق السياسات وشبع من التصريحات ولم يلاحظ التغيير في التنفيذ لذا يجب أن يعترف بأن هناك جانباً من الإحباط خاصة نحو مشاكل التعليم، الصحة، التأمين الصحي، القتل علي الطرق، التوظيف وعدالة التوزيع. أمانة ولجان السياسات في الاجتماع الأخير انحازوا للشعب وليس للوزراء أو غيرهم والدليل تشريح المجتمع المصري من خلال أوراق محددة تتضمن القضايا وكيفية الحلول العملية مع الأخذ بالاعتبار المتغيرات حولنا. إن مجرد تكرار المشكلة ضمن أوراق السياسات لأكثر من مرة دليل علي أن هناك مشكلة كبيرة وأن الحلول ناقصة أو تحتاج لاستكمال خاصة أن معظم مشاكلنا تبدأ بنقص الإمكانات المالية وتنتهي بالعجز في الموازنة. دعونا نتحدث بصراحة بعض الناس تتهم الوطني بأن الأغلبية التي يمتلكها تحد من اجتهاداته نحو الإصلاح وتقلل من السعي نحو تنفيذ ما ينادي به لكن ما لاحظته أن حركة الحزب الوطني لتغيير واقعنا واضحة.. وهناك قوة دفع حقيقية يسعي الحزب الوطني وتشكيلاته من خلالها للتواصل مع الناس والحلول لمشاكل المجتمع والناس هو أقصر الطرق لتحقيق الهدف.. الحزب الوطني شأنه شأن غيره يسعي لتحقيق نجاحات.. وهناك حركة وعمل ونقاش مفتوح بدون حواجز من أجل التوصل لحلول واقعية لمشاكل مزمنة تراكمت منذ سنوات طويلة. وأعتقد أن الوطني هذه المرة يمكنه أن يحصل علي تأييد أكبر لو أنه كشف لنا عن الأسباب الحقيقية التي تقف أمام طموح أوراقه وتجهض نتائج النقاش والحوار الذي يديره علي كل المستويات أو علي الأقل تعطل من خطوات كوادر الحزب بشأن الإصلاح.. أنا بدوري لا أعتقد أن للمعارضة دورا في ذلك.. فهي كيانات صغيرة أو هشة وغير قادرة علي التعطيل مهما لجأت إلي وسائل إعلامية لإرباك الحزب الوطني. وأعتقد من خلال المشاهدة عادة ما يجيء التعطيل من المنتسبين للوطني.. وزراء أو مسئولين أو صغار موظفي الجهاز الوظيفي.. أو من الملامسين أو الدوائر المحيطة.. والدليل الواضح للناس أن الفساد في معظم القطاعات صناعة حكومية أو المسئولين فيها.. وأن محاربته مسئوليتنا جميعًا كل في موقعه! أنا سعيد جدًا بالواقع الذي يعيشه جمال مبارك ورفاقه بشأن مشاكلنا وهمومنا.. وسعيد أيضًا بإلغاء الوطني في اجتماعاته للخطوط الملونة خاصة إذ كان المواطن هو الهدف. من الملاحظ أن عناوين النقاش في اجتماع المجلس الأعلي للسياسات واللجان أوضحت أن هناك انزعاجاً شديداًً من بعض المشاكل.. وكان الحوار حولها أشبه بإنذار من المكان إلي أركان المجتمع، مشاكل المياه التي تواجه مصر أخطر من مشاكل العشوائيات وغيرها.. لأنها تعني تهديد حياة المواطن علي مدار اليوم.. وأعتقد أن أوراق السياسات واضحة بضرورة استنفار الشعب لمواجهة تلك المشكلة القومية التي تهدد حياته.. الشجاعة هنا أن الوطني لم يحتكر الحلول بل دعا كل أركان المجتمع للتقدم بأفكار أو أي نوع من أنواع المساعدة، خاصة أن كوادر الوطني لديهم قناعة تامة بأن مصر ليست الحزب الوطني.. بل هي نسيج يضم المعارضة والحكومة وما بينهما من مراقبين. أنا هنا لا أنظر للنجاحات التي تحققت ولا لحركة التنمية ولا للجهود الرائعة التي بذلت لتقليل خسائر مصر بشأن الأزمة المالية العالمية.. لأن هذه الأشياء قد تضيع لو لم ننتبه إلي أن أي جهد مبذول في مواجهة أي تحديات يجب أن يكون شاملا ومتوازيا.