دعا حبيب العادلي وزير الداخلية في كلمته أمس أمام الاجتماع السادس لوزراء داخلية دول جوار العراق في شرم الشيخ إلي ضرورة التعاون في ملاحقة العناصر المسئولة عن ارتكاب جرائم إرهابية في العراق وتسليم المطلوبين. وأضاف: يجب اتخاذ جميع دول المنطقة الإجراءات اللازمة لمنع الإرهابيين من استخدام أراضيها كقواعد للانطلاق أو التجنيد أو التدريب أو التخطيط أو التمويل، مطالبًا بالأخذ في الاعتبار أهمية التعاون الثنائي والجماعي لتفعيل هذه الإجراءات وكذلك تبادل المعلومات حول القضايا المرتبطة. وأوصي بالإسراع بالمصادقة علي تجديد العمل ببروتوكول التعاون الأمني الموقع في السعودية قبل ثلاثة أعوام، مؤكدا أن هناك ارتكازات محورية موضع اتفاق مثل مواجهة النعرات الطائفية أو إنجاز الوفاق العراقي الشامل في أقرب وقت ممكن وملائم، مشيرا إلي جهود الحكومة العراقية نحو حل مختلف الميليشيات في العراق. شدد حبيب العادلي أمام الحضور علي أن مصر قيادة وشعبا لم ولن تألوا جهدا من أجل عراق مستقل ومستقر مشيرا إلي القرار الأخير بتعيين سفير لمصر لدي العراق. وأكد العادلي أن مصر ترحب بإبرام مذكرة تفاهم للتعاون الأمني علي المستوي الثنائي مع العراق تواصلا مع ما التزمت به مصر من تقديم دورات تدريبية لكوادر الشرطة العراقية في مجالات متعددة ومتنوعة. أشار وزير الداخلية إلي أن التحدي الرئيسي يتجسد في مدي قدرة جميع الأطراف علي إدراك جوانب الاتفاق وتغليب اعتبارات مصالحها المشتركة، إضافة إلي احتواء أي محاولات لتعميق الخلافات ودفع الأمور نحو المزيد من التوتر والتردي، داعيا إلي قبول مساحة من تباين المصالح بما يوجب الحوار والمواءمة دون تصادم الإرادات والمواقف. تابع العادلي بثقته في قدرة الحكومة العراقية علي إنجاز تأمين إجراء الانتخابات البرلمانية في يناير المقبل في العراق مثلما فعلت مع انتخابات مجالس المحافظات في يناير الماضي. قال العادلي إن أحدا لا يستطيع أن ينكر أو يتغافل عن تحقيق الشعب العراقي وحكومته لإنجازات بالغة الأهمية علي مستويات متعددة ومتكاملة أمنيا وسياسيا واقتصاديا تجسيدا لإرادة عراقية نحو سيادة كاملة علي وطن آمن ومستقر تحميه قوات شرطية عسكرية وطنية تتسم بالكفاءة. و رحب وزير الداخلية بالمشاركة الأولي لدول الأردن، وسوريا وإيران في الاجتماع إضافة إلي ترحيبه بوزراء كل من السعودية، الكويت، البحرين، العراق، وتركيا. كانت قد انتهت مساء أمس في مدينة شرم الشيخ فعاليات الاجتماع السادس لوزراء داخلية دول جوار العراق الذي ترأسته مصر بمشاركة السعودية، الكويت، الأردن، البحرين، سوريا، العراق، إيران وتركيا. بحث رؤساء وفود الدول الأعضاء سبل تعزيز التعاون والتنسيق الأمني فيما بينهم والعراق. ووقع حبيب العادلي وزير الداخلية مع نظيره السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز علي هامش المؤتمر اتفاقية ثنائية لمكافحة الاتجار في المخدرات وتهريبها إضافة إلي تبادل المجرمين بين البلدين. والتقي حبيب العادلي مصطفي نجار وزير داخلية إيران وتناولا بحث الموضوعات الأمنية ذات الاهتمام المشترك كما استعرضا نتائج الأعمال التحضيرية للاجتماع وطرح سبل دعم وتفعيل آليات التعاون بين الدول الأطراف وبحث سبل إزالة معوقات تحقيق الأمن والاستقرار في العراق. و تضمن الاجتماع الرئيسي موضوعات ضبط الحدود ومنع التسلل ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتبادل المعلومات الأمنية، إضافة إلي بحث السبل الكفيلة في الوقوف إلي جانب العراق ومساندته في تحقيق أمنه واستقراره. يكتسب الاجتماع السادس لوزراء داخلية دول جوار العراق الذي تستضيفه مصر برئاسة السيد حبيب العادلي وزير الداخلية أهمية كبري ويعد استكمالا لدور مصر الاستراتيجي في حماية الامن والاستقرار العربي. فقد استضافت مصر علي مدي العشرين سنة الماضية العديد من المؤتمرات الامنية المهمة، سواء علي الصعيد الاقليمي أو الصعيد الدولي، ومنها احتضانها لباكورة الاجتماعات الخاصة بمجلس وزراء الداخلية العرب عام 1977 والتوقيع علي الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب عام 1998 والمؤتمر الدولي للشرطة الجنائية الدولية الإنتربول عام 1999 واجتماع مجموعة دمج جهود مكافحة الارهاب عام 2007 ومؤتمر الانتربول الاقليمي الافريقي العشرين عام 2009 . يتضح من خلال استضافة مصر لتلك المؤتمرات مدي محورية واستراتيجية الدور الأمني الذي تضطلع به مصر في المنطقة العربية بوجه خاص ومنطقة الشرق الاوسط بوجه عام، خاصة في ظل النجاحات العديدة التي حققتها وزارة الداخلية المصرية في القضاء علي الارهاب الذي استشري في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وما تبعه من نجاحات في مكافحة الجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود.