في عمودي يوم الجمعة، عادة ما أبحث عن شيء طريف أكتب عنه مثل أغنية جميلة من الزمن القديم أو التحدث عن مشاعر طيبة نفتقدها في هذا الزمن القبيح، أو "نادرة من النوادر" التي شاهدتها أو عايشتها في حياتي ولا أعلم لماذا خصصت طيلة أربع سنوات مضت منذ أن انتظمت في كتابة عمود يومي في جريدتي (روزاليوسف اليومية) لا أعلم بالضبط السبب وراء اختياراتي ليوم الجمعة، أن أتحدث عن شيء غير ذي صفة تتميز (بثقل الدم) أو "تحمل من النقد" "كآبة" أو أفكار لمشكلة أو قضية عامة!!. ولعل هذا السؤال وجهته لنفسي أكثر من مرة ووجدت إجابات غير مقنعة لدي. مثلاً أقول بأن يوم الجمعة ربما لا تُقَرْأ الجرائد كما تُقَْرأ في أيام الأسبوع (أيام العمل) أو ربما يكون ليوم الجمعة، كما أريد للمتابع لمقالاتي أن يستريح من وجع الدماغ الذي أسُبِبه طيلة خمسة أيام عمل في الأسبوع. ومرة أخري أو إجابة أخري ، تقول بأنه ربما يقل عدد قراء الجرائد يوم الجمعة عنهم في بقية أيام الإسبوع حيث يحتاج المرء للنوم أكثر صباحاً والاجتماع بالأسرة ظهراً ، والخروج مساء وبالتالي يصبح يوم الجمعة هو يوم "لا قراءة فيه" خاصة لمثل المواضيع التي يقع اختياري لها طيلة أيام الأسبوع للحديث عنها أو حولها!! ومن هذا المنطلق أخذت عن صديقي الدكتور مصطفي الفقي، عرفت فلانًا وأكتب عنه ووجدت أن قدرتي علي التواصل مع هذا الفكر غير ممكن لأسباب عديدة لا مجال لذكرها، ولكن لاشك بأن في حياة كل إنسان مجموعة من الشخصيات أثرت بشكل أو بآخر علي فكر أو علي سياق أو سعدنا ببعضهم وتعسنا بمعرفة البعض الآخر!! والكل وارد الكتابة عنه، طالما أن في أيدينا قلم وفي قدرتنا نشر ما نكتب في نافذة ، مثل عمودي اليومي، ومادام هناك نفس وقلب ينبض ورغبة في تحقيق واجب نقوم به يومياً !!. وهي النافذة المضيئة بروزاليوسف اليومية ولعل اختياري لشخصية اليوم هو الأستاذ أنيس منصور،الكاتب والأديب الجميل الذي نشأت في طفولتي علي بعض كتبه وأهمها رحلة حول العالم في 200 يوم، وغيرها،إلا أن سعادتي وحظي الرائع، سمحا لي بأن أصاحبه في رحلات خارجية، طالت لعدة أيام أقلها أربعة، وأكثرها عشرة أيام ليل نهار معا- - نحن منفردين نتسوق في فرانكفورت أو في هانوفر أو في أطلانطا نأخذ غداءنا معًا وعشاءناً معا ونفطر معًا وأعد له الشاي بعسل النحل في بعض الأحيان الساعة الرابعة صباحاً بود وبمحبة وبرضا كامل- حيث كنا في قرية (دالتون) ولاية جنوب جورجيا والثلوج تغطي "الكوريدور" بين الحجرات، وهو في احتياج لهذا الكوب من الشاي، وأسعي أنا تزحلقاً علي الجليد لكي ألبي له طلبه، راضياً محبباً لنفسي فعل ذلك !!. وحينما سألت عنه في عيد الفطر الماضي مهنئاًَ قال أهلاً بالكاتب الناشئ، وسعدت بهذا الوصف أيضاً !! واحشني السفر معك يا أستاذ!! [email protected]