في 23 سبتمبر عام 1971 كان سامي محمود علي عمره عشرين عاماً وقتها كان الجيش المصري في حالة نهوض واستعداد دائم وطوارئ في جميع سراياه وكتائبه ولواءاته. كان سامي مجندًا في سلاح المدفعية بالجيش الثاني الميداني ومنذ اللحظات الأولي أدرك أن مصر سوف تدخل الحرب لا محاله، وما يؤكد للجنود ذلك وضع الاستعداد والطوارئ المستمرة التي كانت بين صفوف الجيش والتدريب المستمر للجنود، والعمليات، والمناورات التي كانت تقوم بها القوات المسلحة لإلحاق الخسائر البشرية والمادية بجيش العدو الإسرائيلي. وقال سامي كانت مهمتي التحكم في أجهزة النيشان الدايلسيد والتليسكوب ورصد الهدف وتدميره. وموقعه المحدد كان في القصاصين بالجيش الثاني الميداني وكانت وحدته العسكرية ضمن وحدات الدعم والإمداد للجيش الثاني وتبدأ مهمتها بعد ورود الإشارة لها بالتحرك نحو أي منطقة بها خسائر بشرية ومادية كبيرة وكان عليها سد الثغرة وإعادة القوة لتلك المنطقة مرة أخري. ويقول: لم تأت إلينا إشارة التحرك حتي يوم 16 أكتوبر 1973 رغم أن الجميع كان علي أهبة الاستعداد، وفي ذلك اليوم كان هناك خطاب للرئيس الراحل السادات في مجلس الشعب أكد فيه هزيمة العدو في عدد من المناطق. وأثناء الاشتباك فزعت وثرت بشدة وتخيلت نفسي مصابًا بأعيرة نارية في رقبتي أو رأسي أو صدري مثلهم وكان هناك شعور إنساني مؤلم للجميع لأن المقتول إما أخ أو صديق أو ابن عم أو ابن خال أو غيرهم، وفي صباح اليوم التالي 17 أكتوبر وردت إلينا الأوامر بالتعامل والاشتباك مع العدو بشكل غير مباشر وهذا يعني بالنسبة للمدفعية أن الهدف غير مرئي، وكانت هناك قوات استطلاعية متقدمة تستطلع مواقع العدو لكي يتم القصف نحوها، ثم ترد إلينا المعلومات بعدها بنجاح تدمير الهدف من عدمه، واستمر ذلك طوال اليوم ..وفي اليوم 18 أكتوبر تقدمت دبابات العدو من قرية أبو سلطان في الإسماعيلية وسط الزراعات والبيوت خاصة أن موقع جنود الجيش المصري انكشف لهم نتيجة القصف وأصبحت المواجهة مباشرة، وكان كل فرد في الكتيبة يحفر حفره برميلية يغطي عمقها طول الجندي حتي شاهد سامي أحد زملائه القريبين منه والذي عاش معه عده سنوات ورأسه تنفصل عن جسده بعد أن أصيب بإحدي الشظايا واندفعت الدماء من رقبته في مشهد مأساوي لم يستطع سامي تحمله فوجه مدفعه وقصف الدبابة التي أطلقت عليهم داناتها وأصابها في الجنزير مما تسبب في توقفها وخروج طاقمها العسكري المكون من 4 أفراد رافعين الراية البيضاء وقد أعلنوا الإستسلام وأثناء اقترابهم منا رأوا دبابة تابعة لهم تقترب منهم، فعادوا إلي الخلف مهرولين طلبا للنجدة من زملائهم فقصفت الدبابة ودمرتها هي أيضا.. ويستطرد بعدها: أصيب مدفعي بقذيفة من دبابة إسرائيلية وأصبت في ظهري بشاظية قرب العمود الفقري وشاء القدر ألا أصاب بشلل كلي طوال عمري.. نقلت بعدها إلي مستشفي القصاصين العسكري ومنها إلي قصر العيني القديم ثم عدت إلي وحدتي العسكرية وتماثلت للشفاء بعد مرور شهرين.