تزايدت حدة الخلافات الداخلية والجدل في اسرائيل في أعقاب بث الشريط الذي سلمته حماس لإسرائيل عبر الوسيط الألماني للجندي الإسرائيلي المحتجز لدي حماس جلعاد شاليط، وخاصة حول تداعيات هذا الشريط علي مستقبل صفقة إطلاق سراحه. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر أمس، الذي خصصته بالكامل لتغطية مستقبل المفاوضات في هذا الصدد، أن شريط شاليط هو مؤشر علي قرب اقتراب الصفقة. وفي هذا السياق أبرزت الصحف تصريحات بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مشيرة إلي أنه يرفض بأي شكل من الأشكال الإفصاح عن موقفه الشخصي في الجدل الدائرحول الثمن الذي يمكن لإسرائيل أن تدفعه مقابل شاليط. في الوقت الذي حذر فيه كثير من المعلقين من أن التحدي الحقيقي الذي يواجه نتانياهو يتمثل في المطالب التي قدمتها حماس وفي مقدمتها الإفراج عن مروان البرغوثي، الذي حكمت عليه المحاكم الإسرائيلية بخمس عقوبات إعدام متتالية، ومنفذي عملية اغتيال الوزير الإسرائيلي السابق رحبعام زئيفي، ومنفذي عملية مقهي سبارو في القدس، وفندق بارك. وحذر عدد كبير من كتاب الأعمدة من العودة لمعادلة ودوامة الخضوع لإرهاب حماس، حسب تعبير الصحف، وما قد يجره مستقبلاً من استمرار حماس لاختطاف المزيد من الجنود وتعريض مصالح اسرائيل القومية للخطر. وأشار المعلق السياسي ناحوم برنياع إلي فشل المخابرات الإسرائيلية في الوصول إلي مكان شاليط، فيما تري المحللة في صحيفة أحرونوت سيما كدمون أن بث الشريط من شأنه أن يعزز مواقف المعارضين لإطلاق سراح أسري فلسطينيين كبار بحجة أن صحة الأسير جيدة ويمكن أن يصمد لفترة أطول . وفي سياق آخر، افاد بيان طبي رسمي ان نتانياهو خضع أمس بنجاح لفحوصات طبية روتينية تطلبت الخضوع إلي تخدير جزئي ثم عاد بعدها لمنزله بعد مرور ساعتين في المستشفي للراحة. وذكر البيان أن نتانياهو خضع في مستشفي لفحص القولون بالمنظار اثر اكتشاف ورم صغير تبين انه غير خطر خلال فحص سابق اجراه قبل 18 شهرا وسيعيد إجراء فحوصات أخري بعد عام ونصف العام.